لا شك أن الرفض محبط، إلا أن الكف عن المحاولة أشد إحباطا، وتوقيت التراجع مفتوح وعائم، إن كنت ممن يرفع راية الاستسلام مبكرا وأنت صفر اليدين. فلا يكفي أن تؤمن بأحقيتك إن كان في نيتك تجاهل منطقة الإصرار، لأي سبب كان. وللانهزام صور مختلفة في حياتنا، مثل ثنائي التسليم «صالح وخيرة» على سبيل المثال، التي نستخدمها كثيرا إذا خالفت النتيجة توقعاتنا قياسا بالجهد المبذول، ولا شك أن الخيرة فيما اختاره الله لنا، إلا أننا خلقنا بأدوات تمكننا من الاختيار في غير الأمور المصيرية. وبالمناسبة أذكر مراجعا لإحدى الدوائر الحكومية يمارس الإصرار إلى حد الإلحاح حتى يفقدك اتزانك، ورغم أنه مزعج إلا أني لا أنكر إعجابي بتقمصه لدور «النشبة» حتى يأخذ ما يريده، حتى لو كلفه الأمر أن يكون مراجعا بدوام يوم كامل وهو يقتات على أعصابك ببرود وتجاهل، فقدرته المذهلة غيرت وضعية التسويف من «راجعنا بكره» إلى «خذ.. وفكنا من شرك». إلا أن السؤال الأكثر عقلانية هو: كيف تتراجع بطريقة صحيحة تحول دون إحراجك؟ ونفس السؤال يفتح لنا بابا مهما في احترام النهايات، فالمثل القائل: «إذا كنت رايح..كثر من الفضايح»، نستطيع أن نصنفه على أنه ورطة مؤكدة وأسوأ مثل لا يأخذ في اعتباره أهمية ضمان خط للرجعة ورسمه في ذهنك قبل التحرك بمسافة كافية، لأنها ورقة رابحة تستفيد منها سواء استخدمتها أو تركتها رصيدا إضافيا في بنك موقفك الإنساني. وفي المقابل عندما تعيينا الحيلة في أمر يحكمه شعور ما، فطريقة الفنانة الأمريكية ماري إنجلبرايت في قولها :«إذا كنت تبغض شيئا فحاول أن تغيّره، فإذا لم تستطع، غيّر طريقة تفكيرك فيه» علاج يأخذ في اعتباره حقيقة أن طريقة التفكير تحدد المشاعر وبالتالي يتكون السلوك. خارج النص: كل عام يا وطني وأنت آمن ومطمئن.