يحمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هموم العالم كله على عاتقه، لكنه لا يزال يجد الوقت لتدوين بعض التأملات للمواطنين الصغار. فقد انتهى أخيرا من تأليف كتاب جديد للأطفال سيتم طرحه في 16 نوفمبر المقبل، أي بعد أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. الكتاب عبارة عن قصص ملهمة للأطفال وتحية تكريم ل 13 من الشخصيات الرائدة التي شكلت الثقافة الأمريكية، وتخليدا لذكراها.ويقع في 40 صفحة، وسيكون الأول من نوعه الذي سيطبع منه 500 ألف نسخة عندما يصدر بعنوان «لهما أغني: رسالة إلى ابنتي»، الكتاب الجديد هو الثالث لأوباما بعد «أحلام من أبي» و«جرأة الأمل» اللذين صاغهما على هيئة سيرة ذاتية، وهما الأكثر مبيعا على الصعيد الدولي خاصة الأول الذي نشر عام 1995 ووزع منه 1.5 مليون نسخة حول العالم وحصل على جائزة «بوكر» البريطانية. وكان أوباما وقع عقدا مع دار راندوم هاوس للنشر عام 2004 لكتابة ثلاثة كتب بقيمة 1.9 مليون دولار. وأوضحت الدار التي تعتبر أكبر مؤسسة لنشر الكتب باللغة الإنجليزية في العالم ومقرها الأصلي في ألمانيا، أن جميع أرباح بيع الكتاب ستذهب إلى صندوق المنح الدراسية لأطفال الجنود القتلى والمعوقين بعد أن تبرع الرئيس بذلك. وسيطرح الكتاب بسعر 17.99 دولار للنسخة الواحدة. أوباما دعم كتابه بصور جذابة صممها الفنان الشهير لورين لونج، أما الغلاف فيظهر رسومات كرتونية تظهر بنتي الرئيس ماليا وساشا وهما في الحديقة برفقة كلب العائلة «بو». ومع صدوره في موسم العطلات، فقد يجد الكتاب طريقه سريعا إلى قوائم أفضل الكتب مبيعا. ولا يعد أوباما أول رئيس أمريكي يكتب للأطفال، فلقد سبقه الرئيس جيمي كارتر بكتابه «الصغير سنوجل فليجر» الذي نشر عام 1995. كما تعاون تيودور روزفلت مع هنري كابوت لودج في كتابه «حكايات بطل من التاريخ الأمريكي» الذي صدر عام 1895 قبل أن يصبح روزفلت رئيسا لأمريكا. ويؤكد شيب جيبسون رئيس قسم كتب الأطفال في راندوم هاوس أن الكتاب «يحتفي بالشخصيات التي توحد كل الأمريكيين ويهتم بالخصائص التي تجمعهم - وهي القدرة على تحقيق أحلامنا وصياغة مساراتنا الخاصة. إنه لشرف عظيم أن ننشر هذا الكتاب المتميز وهو عبارة عن تزاوج ملهم بين الكلمات والصور والتاريخ والقصة». وأثارت مؤلفات أوباما إحدى الصحف الأمريكية ودفعتها لأن تطرق موضوعا مهما يتعلق بما تحظى به عادة الكتابة من أهمية عند الرؤساء على مدى تاريخ البلاد. وجاء تيودور روزفلت على رأس القائمة التي تكونت من 16 رئيسا فقط معظمهم من القدامى. ويعتبر جون كيندي من الرؤساء القلائل الذين أصبحت كتبهم الأكثر مبيعا وخاصة كتاب «لوحات في الشجاعة» الذي ألفه قبل أن يصبح رئيسا لأمريكا. وحل بيل كلينتون في المرتبة ال13 حيث اشتهر عنه الحلقات الدراسية التي التحق بها وبانت مقدرته واضحة من خلال المهام العديدة التي قام بها. وجاء من بعده جورج بوش الابن الذي لم يكن يحظى بأي نصيب من الثقافة أو المعرفة حسب ما وصفته أمه نفسها بأنه كان أقل أبنائها من حيث الذكاء والفطنة .