عوضت المطاعم العائلية والوجبات السريعة فترة الركود خلال شهر رمضان المبارك بانتعاش ملحوظ وزيادة في عدد الزبائن خلال أيام العيد على الرغم من قرار إغلاق المطاعم في العاصمة الرياض في ال12 ليلا بدلا من الثانية صباحا كما كان الحال في رمضان وفق مصادر في لجنة المطاعم المنبثقة عن اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بالرياض. وتشهد معظم مدن المملكة خلال أيام العيد خصوصا العاصمة المقدسة إقبالا كبيرا على مطاعم الوجبات السريعة من قِبل الزوار والمعتمرين، وجاء المطبق والبروست على رأس قائمة الأصناف الأكثر إقبالا من المستهلكين، وجاءت في المرتبة الثانية حسب جولة ميدانية ل «شمس» على عدد من مطاعم الرياض المشويات وخصوصا التي تقدم اللحوم طازجة، وجاءت خلفها مطاعم المندي والمظبي والهمبرجر، وبلغت نسبة الحجوزات للطلبات الخارجية والداخلية من الحلويات والولائم 100 %، حيث يرتبط العيد بعادات غذائية، كإقامة الولائم والاحتفالات العائلية التي تشمل تشكيلة غنية من الحلويات الشرقية والأوروبية والآسيوية. واستغلت بعض المطاعم موسم العيد في إعداد البوفيهات وطلبات «المنيو» وبيع الوجبات الجاهزة والحلويات الخاصة بالعيد، فيما حرصت الفنادق على إعداد مآدب البوفيه المفتوح، وأطباق الحلو المصنوعة لدى أمهر الطهاة، وإقامة حفلات الشواء التى تتيح للضيوف اختيار المشاوي المعدة على أنغام الموسيقى. وفى السياق ذاته سجلت أسعار أنواع محددة من الأسماك والمنتجات البحرية في سوق جدة للأسماك ارتفاعا ملحوظا في خلال أيام عيد الفطر، حيث وصل سعر شكة الناجل «التي تزن ما بين ثلاثة إلى أربعة كيلو إلى 350 ريالا»، وجاء الارتفاع نتيجة ارتفاع الطلب عليه من كثير من الفنادق والمطاعم والاستراحات التي تحرص على توفير كميات كبيرة من أسماك الناجل لتقديمها للزبائن. ومن جانب آخر، حرصت الأمانات بالمناطق المختلفة على تمديد الخطط الرقابية على المطاعم والأسواق وتكثيف الجولات الميدانية على المراكز التجارية، والمسالخ، والمولات، والمحال التي تقدم المواد الغذائية بالمتنزهات ومدن الملاهي والاستراحات، بالإضافة إلى مطاعم الفنادق والمطاعم العامة للتأكد من مستوى النظافة العامة بداخلها والتفتيش على البطاقات الصحية للعاملين بها، وإحكام الرقابة على كل ما يعرض من خلال البسطات سواء أمام محال الأغذية أو في منطقة السوق، للتأكد من التزامها بتطبيق الاشتراطات الصحية. ويأتي الإقبال المتزايد من الشباب على مطاعم الوجبات السريعة خلال العيد على الرغم من تحذير خبراء التغذية مما تحتويه هذه الوجبات من سعرات حرارية عالية، حيث أثبتت دراسة أجراها معهد سياتل لأبحاث الأطفال بألمانيا أن هذه الطريقة فعالة بشكل ملحوظ، إذ إن وجود عدد هذه السعرات في قائمة الطعام يجعل الآباء يختارون الأطعمة ذات السعرات الأقل لأطفالهم في حين لا يتأثر رأيهم في الوجبات التي يختارونها لأنفسهم، وسحبت الوجبات السريعة البساط بشكل لافت من تحت أقدام الأكلات الشعبية بسبب تغير أساليب الحياة تغير ساعات العمل والراحة، وأيضا كثرة الخروج من المنزل وقلة اجتماع أفراد الأسرة على المائدة كما كان في السابق. وكانت دراسة قام بها مركز «اسبار» للدراسات والبحوث أشارت إلى أن هناك تقبلا عاما للوجبات السريعة بين فئات المجتمع السعودي المختلفة، وإن كانت تزيد نسبيا بين سكان المدن الكبرى، حيث تعد المنطقتان الغربيةوالشرقية الأعلى في معدل الإقبال، تليها الوسطى والجنوبية، لتأتي الشمالية الأقل إقبالا، كما أن هناك ارتباطا عكسيا بين زيادة استهلاك الوجبات السريعة ومتغير العمر وخصوصا الفئة الأصغر سنا، إذ كلما قل متغير العمر زادت نسبة من يتناولون الوجبات السريعة وهو ما يعكس درجة الانفتاح التي تزيد على صغار السن ودرجة المحافظة التي تزيد على الكبار كما أن غير المتزوجين هم الفئة الأكثر استهلاكا بشكل دائم للوجبات السريعة مقارنة بالمتزوجين .