ظهر المسرح للمرة الأولى في اليونان وذلك في القرن السادس قبل الميلاد، ويعد كتاب أرسطو «فن الشعر» أول كتاب نظري ونقدي لشعرية المسرح وقواعده الكلاسيكية. وشهدت الكوميديا تطورا كبيرا منذ منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. ومن أهم الكوميديين نجد أريستوفانوس بمسرحيته «الضفادع»، وكانت الكوميديا تنتقد الشخصيات العامة بطريقة كاريكاتورية ساخرة، وقد حلت الكوميديا محل التراجيديا، وانتشرت الثقافة وذاع صيت المسرح اليوناني بكل أنواعه وقضاياه وأبنيته الفنية. وإذا تأملنا معمارية المسرح اليوناني وجدنا العروض المسرحية تقدم في الهواء الطلق في فضاء مسرحي دائري محاط بمقاعد متدرجة من الأسفل إلى الأعلى على سفح الهضبة في شكل نصف دائرة «المدرج»، ويحضره ما بين 15000 و20000 من المشاهدين يمثل على خشبتها المنبسطة ممثلون يلبسون ثيابا عادية مخصصة لكل دور درامي مناسب، كما كانوا يضعون على وجوههم أقنعة تشخص أدوارا خاصة، وكان الممثلون لهم مكانة سامية في المجتمع اليوناني. ويمتزج في النص المعروض: الدراما الحركية والغناء والرقص والشعر؛ مما يقرب العرض من الأوبرا أكثر مما يقربه من المسرح الحديث، تطور بعد ذلك المسرح وواصل حضوره الشعبي في كثير من الدول ولم يمر بتغييرات جذرية مثل بعض الفنون حتى وصل إلينا على حالته السائدة الآن التي يراها الجمهور أثناء حضوره العروض، وربما البعض يستغرب إطلاق لقب «أبو الفنون» على الخشبة والستارة اللتين لا تكونان مبهرتين كما الحال في الصورة المتلفزة، إلا أن السبب يكمن في أن المسرح استطاع أن يجمع كل أنواع الفنون «طربا ورقصا وغناء» على خشبة واحدة. وكل عام وأنتم بخير.. محبكم: محمد المنصور