يسعى سلمان الحريري لاعب فريق نادي الاتفاق الأول لكرة القدم إلى إعادة اكتشاف نفسه في فريقه من جديد هذا الموسم بعد انتهاء إعارته إلى الفيصلي بنهاية منافسات الموسم الماضي والتي ساهم فيها بشكل كبير في صعوده وعودته إلى دوري زين للمحترفين. وعلى الرغم من محاولات بعض الشخصيات النصراوية لكسب خدمات اللاعب عبر مفاوضات شفهية لم تتسم بالطابع الرسمي، إلا أنه فوض إدارة ناديه لتحديد وجهته خصوصا أن عقده الاحترافي تبقى منه عام ونصف والذي لا يعلم مصيره حتى الآن. وعرج اللاعب بالحديث عن سبب عدم تجديد إعارته للفيصلي ووصفه للأجواء هنا، كما دافع عن موقفه بعد اتهامه بأنه لاعب مزاجي واستعراضي، وتطرق أيضا للعديد من الجوانب الشخصية.. حكمة اللعب للفيصلي كنت على مقربة لتجديد إعارتك للفيصلي لكنها توقفت فجأة.. ما السبب؟ ليست هناك أسباب معينة. كل ما في الأمر أنني اتفقت مع إدارة النادي على إعارتي منتصف الموسم الماضي بسبب عدم مشاركتي أساسيا مع الفريق الأول، حيث وصلتني عروض من عدة أندية وكان عرض الفيصلي الأقوى والأكثر جدية من بينها فقبلت به، وقد شاركت معهم فيما تبقى من منافسات دوري الدرجة الأولى وساهمت مع بقية زملائي في صعود الفريق إلى دوري زين للمحترفين، ورغم ذلك كان لدي هدف أساسي من وراء هذا الانتقال وهو اللعب وعدم التوقف عن أداء المباريات من أجل زيادة الاحتكاك والمحافظة على مستوى اللياقة البدنية حتى أعود أكثر قوة لخدمة فريقي في الموسم الجاري. هل بحثت عن المادة من جراء انتقالك للفيصلي؟ في ظل إبعادي عن تمثيل فريق الاتفاق الأساسي، كنت أنظر لانتقالي من ناحية فنية ومادية في الوقت نفسه، وأنا راض كل الرضا عما قدمته للفيصلي. وكيف وجدت الأجواء في الفيصلي، وهل فعلا تشجع على الاستقرار؟ منذ أن وطئت قدماي أرض محافظة المجمعة مقر النادي الفيصلي استقبلوني بالحفاوة والترحيب، وقدموا لي كل ما أتمناه ولم يقصروا معي في شيء، وأشكرهم من الأعماق وعلى رأسهم رئيس النادي فهد المدلج، وأتوقع لهم ظهورا مختلفا في الموسم الجاري في دوري زين بعد تدعيم صفوف الفريق بلاعبين أجانب ومحليين، فالمجموعة التي شاركت معها كانت متجانسة وقريبة بعضها من بعض، ووضعوا الصعود نصب أعينهم وحققوه بالتكاتف والاستقرار على جميع الأصعدة. ولكن كثيرين استغربوا قبولك للعرض الفيصلاوي رغم حصولك على عروض من أندية ممتازة؟ بالفعل تلقيت عروضا من أندية ممتازة وفي الدرجة الأولى إلى جانب عرض الفيصلي، واعتبرت هذه التجربة «محطة» عبور لاستعادة توهجي وخدمة فريقي من جديد بعيدا عن أي ضغوط. عرض النصر سمعنا عن مفاوضات من قبل مسؤولي نادي النصر لضمك على سبيل الإعارة.. ما صحة ذلك؟ ابتسم ثم أجاب: «تلقيت عرضا شفهيا من قبل شخصيات نصراوية عبر اتصالات جانبية أبدوا رغبتهم في الاستفادة من خدماتي ولم أمانع ذلك، وطلبت منهم فتح باب التفاوض مع الإدارة التي كان بيدها الحل والربط وتحديد مصيري، ويبقى النصر فريقا كبيرا وله جماهيرية عريضة، وقد استعاد قوته المعروفة عنه في الأعوام الأخيرة، وبودي أن تسألوا الإدارة عن إذا ما كانت الإدارة النصراوية قد تقدمت بطلب رسمي لضمي أما لا. ما الذي يشغل تفكيرك حاليا؟ كل ما آمله وأطمح إليه أن أبعد أي عروض انتقالية عن بالي، وأركز في أدائي للتدريبات مع فريقي حتى أنال ثقة الجهاز الفني وأسهم بشكل كبير مع بقية زملائي في إعادة توهج الفريق. هناك من قال إنك لاعب «مزاجي» واستعراضي من الدرجة الأولى.. ما ردك؟ كرة القدم لا تعتمد على مجهودات لاعب معين بل على المجموعة ككل، فمتى ما ساعدني زملائي في الملعب فبكل تأكيد سأعطي كل ما عندي. كل المهارات الفردية التي أختزنها في داخلي أسخرها لصالح الفريق، وأحيانا قد يطلب مني المدرب الاحتفاظ بالكرة فترة أطول، والدليل قدرتي على تسجيل أهداف كثيرة لصالح الفيصلي ساهمت فيها بإنجاز الصعود، وأطمح أن أجدد علاقتي بالشباك مع فريقي. ألا ترى أن انضمامك للمنتخب الوطني الأول قد تأخر كثيرا خصوصا أنك تعد ركيزة من ركائز منتخب الشباب والأولمبي في فترة سابقة؟ انضمام أي لاعب لمنتخب بلاده شرف كبير، وهذا يتطلب تواجد أشياء فنية كثيرة باللاعب، فضلا عن سلامته من الإصابات، وأحاول قدر المستطاع أن أحظى بهذا الشرف في الأعوام المقبلة خصوصا أنني ما زلت صغيرا في السن، فلا بد أن أعطي ما لدي وأبرهن للجميع من نقاد ومحللين وخبراء ومسؤولين في المنتخب بأنني قادر على الانضمام للأخضر والدفاع عن ألوانه في المحافل الخليجية والعربية والدولية. إن انضمام عدد من زملائي اللاعبين الذين شاركوني في منتخبي الشباب والأولمبي لصفوف المنتخب الأول يشجعني على بذل مزيد من الجهد والعطاء وهو ليس صعبا على أي لاعب. مجرد تلفيق قرأنا تصريحا لك في إحدى الصحف تنتقص فيه من عمل إدارة نادي الاتفاق أثناء رحيلك للفيصلي، وهو ما كان مثار استغراب الاتفاقيين.. بم تعلق على ذلك؟ أبدا، ما نشر على لساني في إحدى الصحف خلال الفترة الماضية كلام «هراء» وعار من الصحة، ولم أتفوه بأي شيء ضد الإدارة أو أي مسؤول أو حتى أصغر عامل في النادي، وسوف أبقى أحد أبناء هذا النادي المخلصين ولن أفكر في تركه. أشكر الفيصلاويين على معاملتهم الحسنة معي وفي النهاية يبقى الاتفاق بيتي الثاني. كم تبقى من عقدك؟ سنة ونصف. هل ستجدد للاتفاق أم ستنتقل لناد آخر؟ كل همي أن أقدم للاتفاق فيما تبقى من عقدي ما يرضي طموح المسؤولين والجماهير، ومسألة التجديد أو الانتقال لناد آخر سابق لأوانه، وحتى لو وصلني أي عرض لن أفكر فيه وسأضعه على طاولة الإدارة، وهي التي تقرر بقائي أو رحيلي. إخفاق له أسبابه كيف رأيت حال فريقك الاتفاق في الموسم الماضي؟ ما مر به الفريق حز في نفوس كل منتم ومحب لهذا الكيان، فما حصل من نتائج سيئة يتحمله الجميع، وأعتقد أن عدم الاستقرار في الأجهزة الفنية والإدارية وعدم التوفيق في جلب المحترفين الأجانب سبب كبير في ظهور الفريق بهذه الصورة المهزوزة، وهو ما لا يليق بسمعته. نأمل بالتكاتف والإصرار والعزيمة أن نكون على قلب واحد ونقدم نتائج أفضل هذا الموسم