يمثل بدء المباحثات المباشرة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين نجاحا للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، إلا أنها تعد كذلك بمثابة مخاطرة كبيرة، وكان الجانبان عقدا محادثات سلام، وسافرا لحضور المؤتمرات على مدى ما يقرب من عقدين، إلا أنه لم يكن هناك مستوى من الريبة والشك مثلما يوجد الآن بينهما، وأوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه تقريبا لا يرى أي فرصة لحدوث انفراجة دبلوماسية في ظل المناخ الحالي. وأن موافقته على مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في النهاية يعد قبل كل شيء نتاجا للضغوط الدولية والأمريكية. وسيتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر مع أواخر شهر سبتمبر، ما إذا كانت تعتزم إطالة فترة تجميد جزئي لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. ويصر المسؤولون الفلسطينيون على أنهم سينسحبون من المباحثات إذا لم يتم التجميد لفترة طويلة. إلا أن نتنياهو وعد حلفاءه اليمينيين بأن البناء في المستوطنات سيستأنف في نهاية سبتمبر الجاري، ومن المتوقع أن تمارس أمريكا الضغط عليه لكي يتراجع، وألا يجعل بناء المستوطنات في مقدمة أولوياته، غير أنه من المستبعد على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يخاطر باستقرار ائتلافه بشأن هذه المسألة.