يبدو أن كثيرا من مسلسلات رمضان لم تتفق في عدد الحلقات فحسب، بل زاد الأمر سوءا لتتفق حتى في النهايات المأساوية التي قدمتها هذه الأعمال في الموسم الرمضاني الحالي، ويبدو أن الحرج الذي وقع فيه كتاب الحلقات المتصلة تسبب في بحث هؤلاء الكتب عن أسباب ولو كانت غير منطقية من أجل وضع حد لأحداث المسلسل وإقناع المشاهد بأنه فعلا أمام الحلقة الأخيرة، هذا الهاجس أدخلهم في مأزق كبير جعلهم يرتكبون أحداثا غير منطقية على الورق تسببت في ذهول متابعي الشاشة الرمضانية. ففي مسلسل «ليلة عيد» هرب الكاتب حمد بدر من المأزق الدرامي للحلقة الأخيرة الذي يتطلب منه وضع حد للأحداث بإماتة «لولوه» التي أدت دورها الفنانة حياة الفهد لتكون النهاية تقليدية كغيرها من النهايات التي تعودناها في الدراما منذ أعوام طويلة، وفي الجزء الثالث من مسلسل «شر النفوس» انتهت الحلقة بوفاة «جنان» التي أدت دورها الفنانة شيماء علي، ولم تكن النهاية متوقعة بل توقع كثير من متابعي العمل أن تكون الأمور مفتوحة وتنتهي بعودة «أنور» نايف الراشد إلى مستشفى الصحة النفسية. ولم يهنأ متابعو مسلسل «زوارة خميس» بسير الأحداث صوب النهاية حتى فوجئوا بموت «موزة» التي أدت دورها الفنانة سعاد عبدالله، وكذلك موت «سالم» حمد أشكناني بنزيف داخلي، هذه النهاية أيضا لم تكن منتظرة في وقت أتت الأحداث بسرعة غير متوقعة، ويبدو أن ما فعلته الكاتبة هبة مشاري في هذا المسلسل كررته في مسلسل «أميمة في دار الأيتام» حين استاء المتابعون من النهاية الغريبة التي لم تعرف فيها «أميمة» هدى حسين من هي ابنتها مع أن كثيرا من أحداث المسلسل تسير على غير هذا الخط، وأيضا شهد موت «أم علي» التي أدت دورها الفنانة طيف، وقد تكون هي المرة الأولى التي يتزامن فيها موت سعاد عبدالله وحياة الفهد في عملين منفصلين. ويبدو أن النهايات المميتة لم تقتصر على المسلسلات الخليجية فحسب بل انتهى المسلسل الشهير «باب الحارة» بموت مأمون الذي قتله أبناء الحارة رميا بالرصاص، لينتهي بعدها المسلسل الذي شهد العام الجاري عددا كبيرا من الأخطاء الفنية التي وقع بها المخرج بسام الملا الذي تهرب من خلال الأحداث عن الإجابة عن عدد من علامات الاستفهام التي علت رؤوس متابعي العمل. وشهد أيضا مسلسل «ملكة في المنفى» مقتل «فتحية» شيرين عادل أصغر شقيقات الملك فاروق والتي قتلت رميا بالرصاص على يد زوجها «رياض بيشاري» فى أمريكا وهي تستعد للعودة لمصر مع أولادها، بعد أن وصلت إلى حد الإفلاس مما اضطرها للعمل في أحد الفنادق. الكاتب الدرامي عنبر الدوسري ذكر أن النهاية في معظم الأحيان تكون محيرة لكثير من كتاب «السيناريست» وجميعهم يرغبون في الخروج من مأزق النهاية الحتمية المتوقعة بنهاية تكون مبهرة للمشاهد الذي عاش طوال 30 حلقة مع العمل: «لمست تذمرا في الشارع على بعض المسلسلات التي كانت نهايتها سيئة، ولم تكن مقنعة إلى حد بعيد، والغريب أنها في أكثر من عمل تتكرر النهاية بنفس الطريقة، وأرى أن الكاتب كلما اكتسب خيالا وخبرة من خلال الكتابة فإنه يستطيع أن يسير الأحداث بصورة منطقية». وقد يكون اغتيال حسن البنا في الحلقة الأخيرة من مسلسل «الجماعة» فيما لو تم عرضه سيكون الحدث المنطقي الوحيد نظرا إلى أن المسلسل المثير للجدل يكشف ملفات جماعة الإخوان، ويسرد أحداثا وفق السياق الذي تسير به على الواقع إلا أن ذلك لم يحدث في الحلقة الأخيرة على الرغم من توقع المتابعين لاستعانة القائمين على المسلسل بمشاهد حقيقية لجنازة البنا، وهو ما حمل تفسيرات عديدة تدعي أنه تم التدخل من جهات رسمية في تحديد النهاية. وبعيدا عن الجو الجنائزي الذي انتهت به الشاشة الرمضانية، نجد أن حيرة النهاية تواجدت في أكثر من عمل من أهمها مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، ويتضح من خلال رصد عدد من الأفعال أن هناك استياء وندما على متابعة بعض الأعمال طوال 30 حلقة لتأتي كان «التمطيط» حاضرا فيها حتى لحظة التطهير فيها كانت بعيدة عن التشويق الذي كان يتمناه المشاهد .