اتجه عدد من المنتجين في هذا العام إلى إنتاج بعض الأعمال البدوية التي تحاكي قضايا البادية، وبعض العادات والتقاليد التي عرفت عن البدو والعرب قديما وحديثا، ومن ضمن هذه الأعمال التي عرضت خلال هذا الشهر الفضيل يأتي مسلسل «المرقاب» الذي تميز عن غيره من الأعمال بترابط الأحداث وقوة الحبكة الدرامية، إضافة إلى التصاعد الدرامي الذي شهدته الحلقات منذ بداياتها، فاستطاع المخرج إياد الخزوز وضع المشاهد أمام صورة مشابهة إلى حد بعيد للبيئة البدوية التي يعرفها سكان الجزيرة العربية، وقدم رؤية إخراجية كانت مرضية للمتابع للعمل، «المرقاب» الذي صورت مشاهده ما بين وادي الأغوار وبين وادي رم جنوب الأردن، تناول حياة الصعاليك في البادية العربية وتأثيرها على حياة البداوة, ويغوص معمقا في تفاصيل حياتهم من خلال إبراز قيمهم الإنسانية بعيدا عن الشكل الاستعراضي السابق لحياة البادية التي كانت ديدن أغلب الأعمال البدوية، وركز الكاتب على حياة المطاريد والصعاليك, وقصص الحب العاطفية التي تسير بسياقاتها المنطقية الخالية من التكلف والابتذال, كما هي في الحياة اليومية من خلال إبراز جماليات الطبيعة الصحراوية والبيئات المختلفة والمتنوعة ضمن سياق تفصيلات حياة وطبيعة وثقافة أهل البادية بشكلها الواقعي والمنطقي، حيث اعتمد البناء الدرامي للعمل على قصص الحب التي تمتزج بصراعات سياسية وثقافية لها علاقة بغزال المها, وليس فقط حياة المطاريد، ولم يكن العمل استعراضيا خاليا من الجماليات الإخراجية والموضوعية, بل طرح وبقوة جدلا سياسيا يحمل رفض تدخل الدخلاء في الأوطان, الذين يحاولون دوما فرض سيطرتهم من خلال عملاء لهم بالقبائل، ولكن الحق يسيطر في النهاية، كما تضمن العمل حضور المرأة الفارسة التي عرفت في نساء البادية بقوتها وحضورها في ظل نطاق الأنوثة، ولم يتجاوز حدودها إطلاقا. وضم العمل الذي يعد من أوائل الأعمال البدوية التي تطرح مضامين سياسية، فنانين هم نادية عودة ومنذر رياحنة وأحمد العمري وعبير عيسى ونبيل المشيني ومحمد العبادي ومحمد الإبراهيمي من الأردن, ومن الكويت عبدالعزيز الحداد, ومنصور الغساني وسلامة المزروعي من الإمارات, ووديان أبوظهير ويوسف نوري من ليبيا. يذكر أن مسلسل «المرقاب» يعرض على قناة أبوظبي الفضائية، وهو من إنتاج شركة أرى للإنتاج الإعلامي، ومن بطولة نادية عواد ومنذر الرياحنة وعبير عيسى، وآخرين .