بات من الواضح أن صدر المغاربة قد ضاق ولم يعد بإمكانهم احتمال المزيد من تجاهل مدرب منتخبهم الجديد البلجيكي ايريك جيريتس للعقد الموقع بين الطرفين منذ ما يقارب الشهرين دون أن يظهر العجوز البلجيكي ببدلة تدريب أسود الأطلسي، حيث استمرأ على حد تعبير الصحافة المغربية المكوث في الرياض واللعب على الحبلين دون تقديم أي روشتة للمنتخب الذي يواجه استحقاقات عديدة تنتظر مشورته الفنية على أقل تقدير، وهو ما صم جيريتس آذانه عنه مستمتعا بالدلال الذي يجده من صانعي القرار بالنادي السعودي بعد أن وقع عقدا مغريا بات الآن داخل جيبه كما تقول صحافة الدارالبيضاء الناطقة بالفرنسية. وكان جيريتس الذي أمضى موسمين ناجحين في العريجا قد قرر دون سابق إنذار التخلي عن تدريب الفريق الأزرق والانتقال لتدريب منتخب المغرب الملقب ب أسود الأطلسي، وما بين مصدق ومكذب للخبر ظهر البلجيكي وهو يوقع مع الرابطة المغربية عقده الجديد قبل أن يحط في الرياض، مؤكدا أنه سيتولى قيادة الهلال في الاستحقاق الآسيوي حتى النهاية، الأمر الذي أصاب الكثيرين بحالة من «عسر الفهم» وسط موجة من الغزليات بينه وبين إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي فشلت في طي ملفه وبدء مرحلة جديدة مع مدرب آخر. وكان ذلك كافيا لتفجير براكين الغضب في الدارالبيضاء، حيث وصف العجوز البلجيكي بالمخادع الذي يجري وراء المال. وحملت الصحف المغربية جيريتس الجزء الأكبر من التعادل المخيب مع منتخب إفريقيا الوسطى المغمور، مستغربة في الوقت ذاته عدم حضوره لمتابعة اللقاء من المدرجات على أقل تقدير، وهو ما جعل صحيفة المساء تقول في تقريرها عن اللقاء إنها تشك في متابعته له عبر التليفزيون أو حتى مشاهدته في الإعادة التليفزيونية لمعرفة الأخطاء التي وقع بها اللاعبون. وسارت صحيفة الصباح في نفس اتجاه نظيرتها المساء بعدما أكدت أن جيريتس ربما يفضل متابعة مباريات الدوري السعودي على قناة الجزيرة الرياضية بدلا من لقاء المغرب على القناة المغربية الرياضية « بإمكانه أن يفعل ذلك للاستهتار بمشاعر الجماهير المغربية». وأضافت الصباح أن الاتحاد المغربي لكرة القدم يتحمل جزءا من المسؤولية أيضا لأنه أصر على التوقيع مع جيريتس وهو على ذمة فريق آخر وكأنه المدرب الوحيد في العالم: «كأن الأرض التي أنجبت جيريتس لم تنجب غيره.. أين ذهب بادو الزاكي وعباقرة الكرة المغربية؟» وبدا أن جيريتس فقد شعبيته منذ وقت مبكر، نظير الانتقادات اللاذعة التي طالته من الجماهير المغربية التي دخلت في نقاش حاد حول ما يقوم به جيريتس من عملية تجاهل للمنتخب المغربي خلال ردودها على خبر التعادل السلبي أمام إفريقيا الوسطى بمواقع الصحف الإلكترونية. وكانت أكثر التساؤلات التي دارت بين الجماهير هي، كيف لمدرب أن يعطي تعليماته للمساعد عبر الهاتف، ويختار قائمته وهو مشغول بمهمة مع فريق آخر، وأجمعت أكثر الردود على ضرورة وضع حد لمستقبل جيريتس ما بين الانضباط سريعا مع المنتخب أو البقاء مع الهلال على أن يوفر الاتحاد المغربي بديلا عنه .