استنفرت أسواق جدة طاقاتها لتلبية الإقبال الشديد على الشراء في فترة ما قبل عيد الفطر، واستعدت من خلال تجهيز وعرض كميات كبيرة ومتنوعة من السلع التي يتم الإقبال عليها كالثياب والغتر والطواقي والأشمغة، حيث قدر متعاملون الارتفاع في حجم مبيعاتها من بداية شهر رمضان ب 40 إلى 50 %. فيما لوحظ الإقبال المتزايد من قبل النساء على شراء الفساتين والعباءات والعطور وتجهيزات المنازل من الأثاث، فيما كان هناك إقبال خاص على محال الحلويات والمكسرات في الأسواق الشعبية والحديثة المنتشرة في جدة. وتصل ذروة هذا الإقبال على الأسواق بعد صلاة التراويح إلى قبيل صلاة الفجر، مستفيدة من موقع المدينة المتميز باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين. الحلويات تكسب وذكر نائب رئيس لجنة النقل العام بالغرفة التجارية الصناعية في جدة سعيد البسامي أن السوق السعودية شهدت تنوعا كبيرا فيما يتعلق بتوفير متطلبات العيد لكل الأسر، وبالأخص محال الحلويات التي ازدادت أعدادها، الأمر الذي أدى إلى تضاعف العرض ليمنح ذلك المستهلك خيارات أوسع وسط تفاوت للأسعار بحسب بلد الصنع ونوعية العناصر التي تدخل في تكوينها، مضيفا أن الإقبال الكبير والمتزايد في الأعوام الأخيرة على الحلويات بأنواعها، جعل باعة الحلويات الشعبية يطورون بضاعتهم لتدخل سوق المنافسة بإعدادها بطريقة لا تقل جاذبية عن تلك المستوردة مع تنافسية في أسعارها. وقدر البسامي حجم السوق السعودية للحلويات بأكثر من 1.5 مليار ريال سنويا، مشيرا إلى أن المواسم ترفع الطلب بما لا يقل عن 80 %، فيما تقدر الصناعة الوطنية من الحلويات بنحو ألف طن سنويا، 700 طن منها حلويات شرقية، تعد الأكثر طلبا في المواسم. متوقعا ضخ مزيد من الاستثمارات الجديدة في هذه الصناعة في ظل ضخامة حجم السوق السعودية ومعدلات نموها المتصاعدة سنويا، ما دفع الشركات الأجنبية للدخول ومنافسة الشركات السعودية على كعكة السوق. إقبال على «الوطنية» وأكد أن الصناعة الوطنية استطاعت أن تنافس مثيلاتها المستوردة بقوة، في ظل جودتها العالية واعتدال أسعارها، فضلا عن إقبال المستهلك عليها بنسبة 80 %، مفيدا أن حجم المبيعات في الحلويات يصل إلى نحو 100 مليون ريال في شهر رمضان والعيد. وقال البسامي: إن سوق الحلويات في السعودية مقبلة على تطورات كبيرة، من أبرزها طرح الامتياز التجاري الذي يفتح المجال ويعطي الفرصة للشباب السعودي في الاستفادة من الأسماء التجارية، وخبرة وأنظمة عمل الشركات المرموقة. وأضاف المدير التنفيذي لإدارة السياحة والفعاليات بالغرفة التجارية الصناعية بجدة محمد الصفح، أن حلويات العيد بمختلف أنواعها تدخل ضمن سلع اقتصاديات العيد التي تأتي من مدن كثيرة حول العالم العربي، فهناك منتجات من سوريا ولبنان والأردن ومن البحرين وعمان، ومن المغرب ومصر. مراكز التخفيضات أما عادل طالب «مدير مبيعات مركز تخفيضات» فأشار إلى أن الزحام الشديد الذي تشهده الأسواق، خاصة مراكز التخفيضات هذه الأيام، يدل على وعي المستهلك الذي يقارن بين أسعار المحال حتى يقرر شراء ما يريد وبالسعر الذي يناسبه، مع مراعاة درجات الجودة، مشيرا إلى أن غالبية الزبائن يتهافتون وراء شراء السلع والأزياء الرخيصة، وهناك القلة التي تبحث عن شراء الماركات. وأضاف علي آل حمد «مدير تسويق بمركز تجاري» أن انتشار مراكز التخفيضات الخاصة بالملابس، ساعد المستهلكين على توفير خيارات بأسعار مناسبة، مشيرا إلى أن المنافسة رفعت مستوى السلع المعروضة «يتم جلب البضائع بكميات كبيرة من دول شرق آسيا التي تتسيد بضائعها السوق لسعرها المعقول وجودتها وتنوع موديلاتها». وذكر محمد رؤوف «عامل في مركز تجاري» أن التخفيضات تصل إلى ما بين عشرة إلى 20 ريالا على القطعة، خاصة في شهر رمضان والأعياد، لاجتذاب أكبر عدد من المشترين الذين يفضل معظمهم الصناعات التركية والصينية والتايلاندية، مشيرا إلى أن مراكز التخفيضات لها طابع خاص لدى الكثير من المستهلكين لقناعتهم بوجود هامش ربح بسيط على السلعة، وهذا يجعل نسبة المبيعات تفوق 80 %. ارتفاع في الأسعار من جانب آخر، اتفق عدد من المتسوقين على أن هناك ارتفاعا ملحوظا في الأسعار بشكل عام، إلا أنهم مضطرون للتعامل معها من أجل توفير حاجات العيد. وأشار فارس القحطاني إلى وجود مبالغة في أسعار بعض الأصناف، خصوصا الأشمغة الرجالية، فبعضها يتجاوز ال 250 ريالا. وأضافت «أم نواف» أن المراكز التجارية ترفع أسعارها خلال شهر رمضان والمناسبات، فحتى الملابس القطنية المعروفة بأسعارها المعتدلة تباع بأسعار مبالغ فيها، مشيرة إلى أن هناك محال كثيرة تعلن عن تخفيض على واجهاتها، لكنها ليست تخفيضات حقيقية. أذواق تقليدية أما صالح القباص فلفت إلى أن العشر الأواخر من رمضان هي الموسم الذهبي لباعة الحلويات والسكاكر في جدة، حيث تمتد في منطقة البلد وسط جدة عربات الحلويات والسكاكر على مسافة كيلومترات استعدادا لموسم العيد، وهو أكثر المواسم نشاطا بالنسبة إلى سوق الحلويات في المملكة، حيث تتألق أضواء محال الحلوى والشوكولاتة أكثر من المعتاد، وتبرق واجهاتها لتكشف عن أصناف الحلوى المعدة لتغري مستهلكا خرج في الأساس بحثا عنها. وأضاف علي الزهراني أن ذائقة السعوديين تقليدية فيما يتعلق بالشوكولاتة، ولذلك فإن أكثرها مبيعا هي السوداء تليها البنية، ثم أنواع الشوكولاتات المحسنة باستخدام نكهات التوفي والكراميل والقهوة، ومذاقات الفواكه المختلفة، والمكسرات .