في زمن اختلفت فيه مفاهيم ومعايير النجومية نجحت في أكل الأخضر واليابس في «هوامير الصحراء» وعلت يا ميساء صيحات بعض الفنانات اللاتي أوجعهن استحواذك الكلي على الكاميرا في جل مشاهد الثراء الفاحش، ذلك المكياج الصارخ والقوام الممشوق، الذي جعلك تتفردين بإطلالة استثنائية مستفزة لأعين المشاهدين في كثير من الأحيان، ويبدو أن العامر عرف كيف يستثمر مواهبك الفنية جيدا من خلال المسلسل الذي استطاع فيه تحويلك إلى نجمة «دعائية» تجذب المشاهدين نيابة عن بقية الطاقم، كيف لا وهو من ابتكر لك دورا من أجل إطلاق العنان لك للخوض في غمار اللغة الفرنسية فأصبحنا نسمع «بو نصواآآآآآغ»، «بونجوآآآآآآآآغ» أكثر من مرة بمناسبة ودون مناسبة ونلاحظ انبهارا في أعين الممثلين حولك قبل المشاهدين الذين يبدو أن تعليمهم لم يسعفهم للوصول إلى مثل هذه المفردات، إضافة إلى التكلف والمبالغة في العمل إلى حد ممقوت جعل المشاهد لا يرى من حياة الطبقة المخملية إلا الانتقام والصراع على المال بأي طريق كانت. نثق بموهبتك مثلما نثق بأنك تتقبلين انتقاداتنا ولكن «الجوهرة» لا تعكس حقيقة ما لديك يا ميساء، وهل من الممكن أن نراك في بيت شعبي تعيشين مظاهر الحياة البسيطة البعيدة كل البعد عن السيارات الفارهة والطائرات الخاصة، وأن تكون يدك شاحبة تفتقد خواتم الألماس والأحجار الكريمة لأننا وبصراحة مللنا من حضورك الجاري في «هوامير الصحراء» فهل تعين ما نقصده.. نتمنى ذلك.