أشهر من جمعوا بين الفكر والسياسة، وأكثرهم نجاحا.. عاش حياته «1925-2003» بين ثلاثة عهود؛ هي الملكية والجمهورية ثم الاستقلال ببلاده البوسنة. كما عاصر الحرب العالمية الثانية، وعايش ما خلفته على بلاده، ثم ما أحدثته نهايتها على أوروبا كلها، وليس يوغوسلافيا فحسب. ولد بيجوفيتش في مدينة بوسانا كروبا – البوسنية لأسرة عريقة. تعلم في مدارس مدينة سراييفو وتخرج في جامعتها في القانون، عمل مستشارا قانونيا خلال 25 سنة ثم اعتزل وتفرغ للبحث والكتابة. نشأ بيجوفيتش في وقت كانت البوسنة والهرسك جزءا من مملكة تحكمها أسرة ليبرالية، ولم يكن التعليم الدينى جزءا من المناهج الدراسية، وكان علي عزت واعيا بأهمية أن يتعرف على دينه ويقرأ فيه قراءة مستفيضة، فاتفق هو وبعض زملائه في المدرسة أن ينشئوا ناديا مدرسيا للمناقشات الدينية سموه «الشبان المسلمين» الذي تطور فيما بعد، فلم يقتصر في نشاطه على الاجتماعات والنقاشات وإنما امتد إلى أعمال اجتماعية وخيرية. وخلال وجود دولة يوغوسلافيا السابقة تعرض بيجوفيتش، والذي كان معارضا بارزا للقائد الشهير تيتو، للسجن عدة مرات، وكان كثيرا ما يتهم من قبل أطراف صربية وكرواتية بأنه من داعمي الأصولية الإسلامية. ومع تحلل الدولة اليوغوسلافية، تسلم بيجوفيتش رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك من عام 1990 إلى 1996 ومن ثم أصبح عضوا في مجلس الرئاسة البوسني من 1996 إلى 2000. وعلى الصعيد الفكري ترك بيجوفيتش، الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية، وأبرزها جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام 1993، مجموعة من المؤلفات مثل كتاب «الإسلام بين الشرق والغرب»، وفيه ذكر أن هناك ثلاث وجهات نظر فقط متكاملة عن العالم، هي النظرة المادية - كنظرية داروين وأفكار نيتشه والفلسفة المادية- والنظرة الروحية، كالدين المسيحي، والنظرة الإسلامية، وهي الوحيدة التي تجمع بين الروح والمادة، ولذا فهي تنظر للإنسان نظرة سليمة لأنه مخلوق من روح ومادة.