أثارت المذكرات التي نشرها أخيرا الفرنسي رولان مينيه صانع الحلوى السابق في البيت الأبيض الأمريكي بعنوان «سكّر الدولة» الكثير من الجدل لأنه كشف فيها أسرار العائلات الرئاسية وعاداتها الغذائية طوال ربع قرن من الزمان قضاه بينهم.. وذلك على عكس بعض العاملين في مهام مماثلة احترموا الثقة التي منحها لهم الرؤساء، وحملوا هذه الأسرار معهم إلى القبور. والرؤساء الذين تناولهم مينيه يبدون مثل أناس بسطاء، لهم أذواقهم وحلواهم المفضلة ونقاط ضعفهم، ولم يتردد في الحديث عن «شراهة ريجان» و«حساسية كلينتون» من بعض المكونات الداخلة في صنع الحلوى. عمل رولان مينييه مسؤولا عن قسم صناعة الحلوى في البيت الأبيض بواشنطن طوال 25 عاما. وترك المهمة بعد بلوغه سن التقاعد. وكان أول شيء قام به هو كتابة مذكراته عن تلك الفترة التي أمضاها بالقرب من خمسة رؤساء لأقوى دولة في العالم هم جيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش الأب والابن وبيل كلينتون. ولم ينس أن يرفق مع هذه المذكرات العديد من الصور التي التقطت معهم ومع أسرهم وضيوفهم. «لقد اقتربت منهم بمقدار ما تسمح به مهنة الحلواني الذي يقدم التحلية لهم ولضيوفهم بعد انتهاء الطعام، والتي ينبغي أن تكون متعة للعين وللفم في وجبات الدولة، وبحيث تساهم أيضا في إنجاح الزيارات». وتتألف المذكرات من 19 فصلا قصيرا تحدث مينييه في الثمانية الأولى منها عن تجربته قبل وصوله إلى البيت الأبيض. وكانت زوجات بعض الرؤساء يتدخلن في تحضير الحلويات. وأشار إلى زوجتي الرئيسين الديمقراطيين كارتر وكلينتون اللتين كانتا تلعبان دورا نشطا وفعالا في اختيار وجبات الطعام، «على غرار الدور الذي كانتا تمارسانه في تسيير أمور البلاد». أما الزوجات الجمهوريات نانسي ريجان وبربارة بوش ولورا بوش، فقد كن لا يمارسن أي سلطة في البيت الأبيض. وكان لكل أسرة عاداتها فيما يخص الأطعمة. ومن الطرائف التي واجهته كان ذلك الأمر الذي أصدرته بربارة بوش بتفريغ البرادات من كل محتوياتها كي لا يجد الأطفال «ما يتسلون بأكله» بين الوجبات. وكان بوش الأب يميل نحو المآكل المكونة من الأسماك وكان يقدر كثيرا المطبخ الصيني. ولم يكن بعيدا عن الشراهة أيضا. وبدا واضحا أن الثنائي الرئاسي يحبان كثيرا استقبال رؤساء الدول في البيت الأبيض أو في مزرعتهم الخاصة بتكساس. وتحدث مينييه عن بيل وهيلاري كلينتون في القصر الرئاسي. وبدا منذ اللحظات الأولى أن هيلاري لا تريد أن تلعب دور مجرد زوجة الرئيس. وكان لابد من الفاصوليا وجميع مشتقات الحليب. ولم تتضمن المذكرات أي شيء عن السياسة «لم تكن تتم صياغتها في مطابخ البيت الأبيض. على الأقل ليس في هذه المطابخ التي كنت أعمل بها». ولعب المؤلف على الكلمات عند اختيار العنوان ووضع عبارة «سكر الدولة» بدلا من «سر الدولة». وأبدى أسفه على أنه لن يرى بعد مغادرة البيت الأبيض كبار زعماء العالم وهم يتوافدون عليه، ولن يسمع المفارقات التي كانت تدور في أروقته، مثل عدم تمكن المستشار الألماني الأسبق هلموت كول الدخول بسيارة عادية، ونسيان الرئيس بوش الأب اصطحاب بزة الاحتفالات للمشاركة في حفل زواج ابنته «رورو» في كامب ديفيد .