مدير الشؤون الفنية لهيئة الهلال الأحمر في منطقة تبوك، كشف أمس لصحيفة عكاظ عن رصد بلاغات كاذبة أثرت في سير العمل وإنقاذ المصابين. البلاغات الكاذبة ليست أمرا جديدا على الإطلاق. لكن الغريب في الأمر أن هذه البلاغات الكاذبة لا تزال مستمرة حتى في شهر رمضان. ويبدو أن مسلسلاتنا الكوميدية، المضحكة جدا جدا، من فرط ضحالة الأفكار وهشاشة النصوص وضعف التنفيذ وشح المواهب، ليست كافية في شهر رمضان لتسلي معاشر ثلة من الصائمين. لا. هؤلاء صائمون ويحتاجون إلى مزيد من الترفيه حتى يستطيعوا إكمال صيامهم على الوجه الشرعي، ولذلك فلا بد من اختلاق وسائل ترفيه كوميدية أفضل على غرار الاتصال بالهلال الأحمر والبريد وجمعية المعوقين وإيصال بلاغات كاذبة حتى يضحكوا كثيرا ولو على حساب حياة شخص آخر. وللأسف فإن هذه الفئة من الشباب يفوتها أن هلالنا الأحمر، وليس الأزرق «فيه اللي يكفيه». على ذكر البلاغات الكاذبة، يطرأ الآن في خاطري سؤال ملح: هل تصل سيارات الإسعاف لهذه البلاغات الكاذبة في الوقت المناسب أم متأخرة كالعادة بعد أن يكون البلاغ الكاذب «مات وشبع موت»؟ ما علينا. كل هذه المقدمة الطويلة العريضة هي تهيئة لسؤال آخر: تذكرون الإسعاف الطائر ولا شك. سبقته «بروباجندا» أطول من مقدمتي، لكنه فجأة، وكما يقال «فص ملح وذاب». ومنذ أن تعطلت إحدى طائراته في إحدى «الحواري»، لم نعد نسمع عنه لا خيرا ولا شرا، إلا إن كانت وظيفته «الطيارية» ليس إسعاف البشر بل العصافير والحمام، وربما الكائنات الفضائية الطائرة أيضا. في حياتنا ثمة مفارقات كوميدية مضحكة كثيرة، لكنها محزنة في الآن نفسه. لسنا في حاجة إلى انتظار طاش أو بيني وبينك أو برامج الكاميرا الخفية لنقدم «بلاغ كاذب» إلى عقولنا لنستحثها على الضحك. فكروا قليلا في أوضاعنا. ساعتها فقط يمكنكم أن «تطيروا» من السعادة والضحك.