طالب مواطنون من محافظتي الليث والقنفذة بمعالجات عملية للقضاء على مشكلة زحف الرمال التي يعانيها الطريق الدولي الساحلي الممتد لأكثر من 900 كيلومتر وأصبح شريانا حيويا لأهالي المحافظات الساحلية وطريقا دوليا تجاريا للبضائع والمستلزمات. وأكدوا أن الرمال التي تنقلها الرياح الشديدة تخفي أجزاء كبيرة من الطريق وتهدد مستخدميه بالحوادث المرورية، غير المشكلات الأخرى من تأثيرات ذرات الرمل التي تترك بثورا على أجسام السيارات. وأشار فيصل المهداوي «من محافظة الليث» إلى أن هنالك حلولا مقترحة للقضاء على هذه المشكلة ومنها تشجير جانبي الطريق بأكمله، وبذلك تخف معاناة المسافرين الذين تحجب عنهم الرؤية تماما في بعض المناطق على الطريق من كثرة الرمال، مضيفا أنه بالإمكان الاتفاق بين وزارتي النقل والزراعة على هذا الأمر. وذكر أنه قرأ مرة في إحدى الصحف عن وضع كميات من الأسفلت السائل على أحد جانبي طريق في منطقة بشمال المملكة لخفض كمية الأتربة والغبار التي تضر بذلك الطريق. وأضاف ممدوح محمد أنه انتظر عند إحدى المحطات على الطريق الدولي الساحلي لأكثر من ثلاث ساعات بسبب هبوب الرياح وكثرة الأتربة الأمر الذي جعله يقطع 400 كيلو متر في تسع ساعات، حيث كانت الرؤية محجوبة تماما على عكس الحال بالنسبة إلى سائقي الشاحنات الذي يمكنهم الارتفاع الكبير لها من كشف الطريق أمامهم جيدا، وهذا ما يؤدي إلى حدوث بعض الاصطدامات بتلك الشاحنات من الخلف». ولفت إلى أن الأتربة تتسبب أيضا في إتلاف واجهات السيارات بشكل تام في غضون ساعة أو أقل نظرا إلى قوة الرياح التي تدفع الرمال بقوة نحو أي جسم فتتآكل الواجهات سريعا مما يجعل السائقين يضطرون إلى وضع «التغبيرة» على سياراتهم للحفاظ عليها كحلول مؤقتة لحين قطع الطريق. أما محمد سعد فذكر أنه يضطر في كل عام إلى السفر عن طريق السراة بدلا عن طريق تهامة «الطريق الدولي الساحلي» نظرا إلى كثرة الغبار: «قبل سفري أقوم بالاتصال أو التأكد من أحد المعارف ممن يسكنون في المحافظات الساحلية عن حال الجو فإن كان مغبرا فأغير اتجاهي إلى طريق السراة رغم وعورة بعض المناطق التي يمر بها». وذكر أن الحوادث المرورية على الطريق الدولي الساحلي قلت نسبتها نظرا إلى التوسعة التي شهدها، لكن يبقى فقط موضوع التشجير وهو أمر بالغ الأهمية ليس على جانبي الطريق فقط بل حتى في المساحات الأخرى القريبة من الطريق حتى تعمل كمصدات للرياح وبذلك تقل كمية الأتربة التي تصل إلى الطريق. من جانب آخر أشار مدير فرع وزارة الزراعة بمحافظة القنفذة سابقا المهندس عمر الفقيه إلى أن الوزارة قامت من قبل بتشجير مناطق عدة بالقرب من الطريق الدولي الساحلي أبرزها قرية العمور في حلي، لافتا إلى أن الوزارة تسعى بشكل دائم إلى حل مشكلات الأتربة والغبار عن طريق زرع مصدات لإيقاف زحف الرمال.