لم أقل: «الدوري للنصر»، ولا: «الدوري نصراوي»، فهذه من الغيبيات.. ولكن قلت «دوري نصر»، وهي من البديهيات، ودلائلها كل أسبوع قائمة وجلية.. هم يريدون استثمارا، ويريدون تسويقا، ويريدون أيادي مشجعين تذهب للجيوب ثم تدفع.. يريدون دوريا مدرجاته صاخبة.. وعندما يحدث ذلك من جماهير النصر يعلنون التمرد للحقيقة.. بل يحاولون نفي سطوع مدرج الشمس! في مباراة النصر والفتح كانت جنبات ملعب الملز وخرساناته وحواجزه وممراته لاهية في الذكرى.. ذكرى مع فارس نجد حينما كانت الجموع تحضر والنجوم تمرغ الكرة في العشب بسحر المهارة التي نعتت فيما بعد ب«الدنبوشي»! أمام الفتح شاهدنا ذلك ولكن أعداء الجماهيرية الأولى والتصويت لم يشاهدوا ذلك! بل كانت قضيتهم طوال الأيام السابقة أن تلك الشعبية وأن نتائج أي تصويت لمصلحة النصر لا يعكس دلائل الجماهيرية الأولى.. ياللضحك! بل هناك من أشار بوجود تنظيم «مقنن» بين الجمهور النصراوي للتصويت على نجم نصراوي.. نعم يحدث ذلك مرة أو مرتين ولكن لا نغفل وجود جمهور وهم كثر لا يعرفون دهاليز الإنترنت وللتنظيمات طريقا.. ثم إن هذا التنظيم ليس بعيب لو تكرر حدوثه، بل هو دليل لقوة العزيمة وحاسة شحذ الهمم التي هي متربعة ومتأصلة في جماهير النصر التي لا تهدأ ولا تمل من المسارعة فيما فيه مصلحة النصر.. لعب النصر أمام الفتح بفن نجومه وبروحه، بل إن من كان على دكة الاحتياط يحمل روحا لا تجاريها روح، فانطلاقة القحطاني والزيلعي وريان في الهدف الرابع لابد أن تسطر ذكرى للعزيمة والروح.. كل منهم يريد سبق الآخر.. أيها الرئيس فيصل بن تركي ليتك تجعل هذا الهدف الذي أتى من دكة الاحتياط درسا للفريق قبل أي مباراة.. أيها الرئيس، في الهدف الرابع كانت هناك دروس تجلت في النجومية والروح، فتجلى النصر وفرح مدرج ليس بالتسجيل ولكن بانطلاقة الروح التي كانت في خطوات هذا الثلاثي.. ارجعوا للمشهد فقد أكون- ربما- مبالغا، ولكن اعذروني فروح الجمهور الأصفر ودعمه وإصراره على تأكيد الجماهيرية الأولى رأيتها متساوية مع الروح التي في الهدف الرابع! هنيئا للدوري بالنصر وهنيئا لمدرج الملز وللملاعب بعودة نصر.. يا ما أحلى النصر! وما أحلى ماضيه وحاضره!.. هنا أقف! فروحي الحالية لا أعتقد أنها ستساير روح النصر.. نعم أقف.