ويُعرّف «العزابي» بأنه ذلك الكائن الحي الذي لا يمتلك «دولابا» للملابس! ولذا فإن نصف ملابسه توجد في المقعد الخلفي لسيارته، بينما النصف الآخر منها منتشر بين مغاسل الملابس القريبة منه، وحان موعد استلامها منذ أسبوعين من الزمن، غير أن مشكلات تتعلق بالميزانية العامة والديون المتراكمة حالت دون خروجها! ولأن «العزابي» كائن حي فإنه بحاجة إلى الغذاء، لذا فإن الخيارات المتاحة أمامه لا تتعدى الخيارات التالية: إما المطعم البخاري المجاور له، وسيشاركه الذباب التهام وجبته هناك! أو مطاعم الوجبات السريعة التي يبلغ طول أطول ساندويتش فيها 10 سم، وسيدهمه شعور بالجوع بعد دقيقتين فقط من تناوله لأحدها! صحيح أن هناك مطاعم راقية وأنيقة وجذابة ونظيفة، إلا أن قيمة أصغر طبق فيها لن تقل عن ثلاث خانات ما يضطر الكائن «العزابي» في حال قرر زيارة ذلك المكان إلى أن يحذف وجبة العشاء من جدول أعماله طوال ذلك الشهر! أو أن يصوم صيام نبي الله داود، حتى يقضي الله في أمره! ويبقى الخيار الثالث، وهو أن يقضي نصف نهاره في المطبخ لإعداد «كبسة الدجاج» التي من المحتمل جدا أن تكون النتائج بعد انقشاع غبار تلك المعركة هي: دجاجة مصابة بعدة حروق تتراوح بين الدرجتين الثالثة والرابعة، و«أرز غير صالح للاستخدام الآدمي»! «العزابي» أيها السادة هو ذلك الكائن الذي ينام عندما يصبح غير قادر على الحركة! ويوقظه جواله بعد ثلاث «غفوات» متتالية! ثم يقضي ما تبقى من يومه كيفما اتفق! ولأن «العزابي» إنسان، فإن عواطفه ومشاعره الجياشة ستبقى حبيسة دفتره المثخن بأبيات الحب والغزل حتى آخر سطر منه في وصف حبيبته التي لم يرها بعد! فمحاولاته السابقة للزواج باءت للأسف بالفشل! ذلك أن «عمه» المحترم لا يفرق بين «مشروع الزواج» والمشروع التجاري! فالمهر وحفلة ما قبل الزواج وحفلة ما بعد الزواج ومقدم الزواج وحفلة «الملكة» ومؤخر الزواج والشروط والملحقات وبنود العقد الأخرى، تحتاج إلى ميزانية تكفي لزواجه مع 100 من أقرانه في المجتمعات الأخرى!