المشاهد لحركة النقل في بعض مدن المملكة مثل جدةوالرياض، يلاحظ الازدحام الشديد في أغلب الشوارع الرئيسية وفي معظم أوقات اليوم، وهو الأمر الذي أعطى بكل جدارة لقب المدن الأكثر ازدحاما لمدننا الحبيبة وبالأخص الرياض. ووسط أرتال السيارات نرى باصات خط البلد التي لطالما تغنى فيها مناحي وهو يصول ويجول في شوارع الرياض، كما كانت مسرحا ومحطة مهمة للعديد من الوافدين الذين يستخدمونها غالبا دون المواطنين. لكن كفانا مكابرة، أغلبنا نحتاج إلى أن نستخدم وسائل النقل العام التي أصبحت حلا حقيقيا ورئيسيا لمشاكل الازدحام الشديد التي نواجهها كل يوم، التي يترتب عليها مشاكل كثيرة وتعطيل للمسؤوليات وما شابه. لكن هل وسائل النقل العام لدينا تفي بالغرض؟ وتحقق أدنى متطلبات النقل المريح والعصري والاقتصادي للفرد؟ أثبتت جميع التجارب التي تمت في دول مجاورة في النقل العام سواء كان بالحافلات أو المترو أو غيره، أن النقل العام وسيلة اقتصادية مهمة للفرد، ومن مميزاته: توفير الوقت، والجهد والمال، بالإضافة لمساهمته الفعالة في خفض مستوى التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات، فكلما انخفض عدد المستخدمين لوسائل النقل الخاصة واتجهوا للنقل العام نتج من هذا انخفاض في أعداد المركبات التي تطحن الشوارع كل يوم وتبث غازاتها في كل مكان. للأسف الشديد باصات خط البلدة لا تفي بالغرض المطلوب، وحافلات النقل الجماعي لا تغطي كامل المدن، وأغلبها لا يتوافر فيها أدنى المواصفات التي تشجع المواطن السعودي على الاستغناء عن سيارته الخاصة واستبدالها بحافلة نقل عام تكون حلا أمثل له للفكاك من اختناقات المرور. والأهم من ذلك، لا توجد لدينا ثقافة التنازل ومشاركة الغير والاعتماد على البساطة في مثل هذه الأمور، و«بعضنا» يحب أن «يترزز» بسيارته هنا وهناك. بدلوا ثقافتكم هذه، وكذلك بدلوا حافلاتكم وطوروها، ولن يكون هناك أي ازدحام مروري بعد ذلك!