وجه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأمير نايف بن عبدالعزيز، بأهمية اعتماد الدراسات والبحوث لمواجهة ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية، وكذلك بأهمية النظر في استغلال أوقات فراغ الشباب، وإنشاء الأندية الرياضية في الأحياء. وأكد خلال ترؤسه في مكتبه بوزارة الداخلية بجدة أمس الاجتماع الثاني للجلسة الثانية للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بحضور أعضاء اللجنة، أن الإغراء المادي سبب انتشار المخدرات: «لولا الإغراء المادي ما أتتنا المخدرات، ولو لم يجد المهرب والمروج من يشتري ما وجدت هذه المخدرات بشكل مزعج جدا، وأسوأ الجرائم هي التي ترتكب بأسباب المخدرات». وطالب الأمير نايف بن عبدالعزيز بأهمية الاهتمام بالقطاعات الصحية، وإنشاء مستشفيات في مختلف مناطق المملكة لاستقبال هذه الحالات، مشددا على أهمية تنفيذ برامج إعلامية مدروسة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حتى تعطي النتائج الإيجابية وتعمل عليها بشكل احترافي. وأوضح أن الاجتماع ناقش ما يتعلق بسلامة الإنسان السعودي من أشر وأسوأ وباء في العالم وهي المخدرات بأنواعها. ووصف النائب الثاني الاجتماع بالمهم في ظل مشاركة الوزراء والمسؤولين في القطاعات الحكومية المختلفة:«نحن نركز الآن على الاعتماد على الحقائق والأرقام سواء في التهريب أو في الاستعمال أو حتى في الجرائم التي ترتكب بسبب استعمال المخدرات، وسنرفع لخادم الحرمين الشريفين قريبا بتوصية اللجنة فيما يجب اتخاذه في هذا المجال للتقليل من وصول المخدرات، وكذلك التعامل مع المستعملين وتوعيتهم توعية صحيحة وعلمية». وأضاف: «نحن متفقون جميعا على أن هذا الأمر يجب أن يعطى ما يستحق من الدراسة العلمية والموضوعية من اختصاصيين في هذا المجال، ونحن لدينا الإمكانيات من جامعاتنا ومستشفياتنا خصوصا علماء الاجتماع والنفس وكل التخصصات الأخرى، وهناك كراسي بحث في جامعاتنا وأبحاث ونحتاج إلى أكثر من ذلك حتى نصل إلى استراتيجية علمية نتبعها وتعطينا النتائج التي توصلنا إلى ما نريد أن نصل إليه، لأنه لا يوجد أشر من المخدرات في كل المجتمعات لأنها تقضي على أعز ما عندنا وهم أبناؤنا وشبابنا سواء كانوا رجالا أو نساء فليس أعز على الإنسان من أبنائه فكيف يكون حاله عندما يجد أحدا منهم يسقط في هذا الوباء». وبين النائب الثاني أن الاجتماع بحث كل ما يتعلق بآفة المخدرات، مؤكدا أن الاجتماعات ستضع الرأي العام بكل ما يصدر منها حتى يكون الجميع في الصورة الحقيقية. وقال: «نحن بحاجة إلى جهود الآباء والأمهات والمجتمع ومنابر المساجد لتوعية الشباب من خطورة المخدرات وتجنبها حفاظا على سلامتهم وسلامة حاضرهم ومستقبلهم». وأثنى النائب الثاني على جهود مصلحة الجمارك، وبرنامج الدكتور ناصر الرشيد للوقاية من المخدرات وما يقوم به من دور إيجابي في معالجة حالات الإدمان ومساعدة الأسر المتضررة. واطلع المجتمعون على التقرير الوطني السنوي عن ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية وناقشوا المواضيع المطروحة على جدول أعمال الجلسة، والاطلاع على ما تم تنفيذه من خطط وبرامج قامت أمانة اللجنة بتنفيذها، إضافة إلى مناقشة عدد من المشاريع التي تهدف إلى تطوير العمل بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية الأخرى والجهات الحكومية الشريكة في مواجهة المخدرات ومنها برنامج خاص بالتوعية بتمويل من البنك الأهلي التجاري يشمل سلسلة من الرسائل التوعوية القصيرة ضمن مشروع حملة «إلا حياتي». كما اطلع الأعضاء على مساهمة شركة الاتصالات السعودية في دعم خدمات الاتصال المجاني لمركز استشارات الإدمان المعني بتقديم الاستشارات ضمن البرامج الوقائية التي تنفذها الأمانة للتعامل مع ذوي الحالات الخاصة بالإدمان وتعاطي المخدرات، وذلك بمقر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. كما اطلعوا على الإطار العام لبرنامج مجموعة عبداللطيف جميل بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لتدريب ثلاثة آلاف ونصف متعاف من الإدمان لمدة ثلاثة أعوام ويشمل البرنامج دعم وتأهيل الحالات المختارة لسوق العمل ومساعدة بعضهم على إطلاق مشاريع خاصة بهم .