تعرضت عدة أجزاء من العالم أخيرا إلى بعض الكوارث الطبيعية الناجمة عن سوء الأحوال الجوية، خلفت وراءها سلسلة من الخراب والدمار، فضلا عن الضحايا من البشر؛ فقد ضربت الفيضانات باكستان وعدة دول أوروبية والصين، في الوقت الذي هز فيه الجفاف دول إفريقيا وروسيا وأمريكا وبلدانا أخرى في نصف الكرة الشمالي بسبب ارتفاع درجة الحرارة، في حين يواجه نصف الكرة الجنوبي انخفاضا فيها. ومنذ بداية موسم الأمطار هذا العام، واجه الصينيون أكثر الفيضانات حدة خلال الأعوام ال20 الأخيرة. وتسببت في إلحاق الضرر ب200 مليون شخص ومقتل 1454 آخرين و669 من المفقودين، بالإضافة إلى الخسارة المالية الكبيرة. كما شهدت باكستان منذ أواخر يوليو الماضي فيضانات هائلة بسبب أمطار غزيرة لم تشهد البلاد مثلها منذ 80 عاما خلفت وراءها أكثر من 1200 قتيل، وأصبح أكثر من أربعة ملايين بلا مأوى. ونشبت حرائق الغابات في عدد من أقاليم روسيا في المناطق الوسطى ودائرة حوض الفولجا واستمرت لمدة ثلاثة أسابيع بسبب ارتفاع حرارة الهواء إلى 40 درجة مئوية ظهرا. وأسفر الحريق عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا اختناقا بسبب الدخان الناجم عنها. وللطقس المتطرف تأثير عميق في جميع الحياة البشرية، كما يوضح للناس ضرورة الأخذ في الحسبان كيفية التعامل مع قضايا تغيير المناخ وحماية البيئة. ويتوقع أن تبدأ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تسجيل درجات حرارة هذا العام لاعتمادها أكثر الأعوام دفئا في العالم. وأشار محللون إلى أن عدد الفيضانات والكوارث الطبيعية الأخرى يعادل أكثر من ثلاثة أضعاف الرقم في عام 1980. إن مواجهة الكوارث الطبيعية الشديدة، بالإضافة إلى البحث عن أسبابها، وإنشاء آليات فعالة للتقليل من آثارها وما يلزم من التعاون الدولي؛ هي مهمة ملحة تواجه جميع بلدان العالم. ويجب تكثيف عملية التفاوض في قمة المناخ المرتقبة نهاية هذا العام في كانكون المكسيكية وتحقيق حل لأزمة المناخ المتغير.