استطاع النجم السعودي ناصر القصبي من خطف الأضواء هذا الموسم من الوهلة الأولى عبر مسلسل «طاش 17»، حيث أثبت دون منازع أنه أحد أهم نجوم الدراما العربية من خلال المخزون الثقافي والفني الذي يمتلكه دون سواه، فهو من الفنانين القلائل الذين يجدون تقديم الكاركترات التي تحمل أبعادا أخرى حينما يجسدها بأسلوب راق بعيدا عن التكلف ومن خلال الحلقات الثلاث الأولى كان واضحا أنه وصل إلى مرحلة كبيرة من النضج الفني.. ويعتبر القصبي في هذه المرحلة من أهم أعمدة الدراما السعودية والخليجية والعربية لما له من ثقل داخل دائرة العمل الدرامي السعودي منذ ولادته فنيا، حيث كان يسير على خطى متوازنة بعيدا عن الكسب المادي بل كان يجسد هموم ومعاناة رجل الشارع في قالب كوميدي حتى أصبح عالقا في ذاكرة المشاهد متجاوزا كل الظروف والعراقيل التي واجهته أثناء تأديته لرسالته الفنية، رغم ذلك واصل نجم الكوميديا السعودية ناصر القصبي مشواره دون توقف لتوصيل صوت الإنسان السعودي بكل ثقافاته خارج أسوار المحلية إلى العربية ؛ لينجح نسبيا في مهمة «التدويل». فإذا كانت الدراما العربية قدمت لنا على مدى عقود من الزمن أسماء كبيرة لها ثقلها في عالم الدراما لعبت دورا بارزا في صناعة الضحكة على شفاه المشاهدين أمثال نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وآخرهم عادل إمام، كما هو الحال في الشارع الكويتي الذي قدم عبدالحسين عبدالرضا وزميله سعد الفرج والراحل خالد النفيسي، فعلينا القول إن الدراما السعودية قدمت أيضا نجما لا يضاهى في هذه الحقبة الزمنية التي تشكل منعطفا تاريخيا في ساحة الدراما العربية وهو النجم السعودي ناصر القصبي الذي فرض حضوره على الجميع حتى من يصطدم معه فكريا أو فنيا، هذا النجم خلق مناخا دراميا خصبا قادرا على صنع مساحة كبيرة من الحرية للتعبير عن هموم المجتمع من خلال الخطاب الثقافي والفكري والفني؛ حيث كان له مواقف تجير له عندما غير المناهج الدرامية السائدة في العقدين الماضيين، ولعل من أهمها مرحلة التغيير على المسرح الجامعي رغم محاربته في تلك المرحلة، اليوم يعتبر القصبي أحد رواد الحركة الدرامية السعودية باقتدار، كل تلك المعطيات التي مررنا عليها تجعلنا نقف بجانب هذا النجم الحقيقي عبر تأثيره الواضح في المجتمع السعودي والخليجي بكافة شرائحه، وجميع من تابعوا الحلقات الماضية من مسلسل «طاش ماطاش» أكدوا أن القصبي هو من يقود العمل من الداخل وهو العمود الفقري لضخ الأفكار والطرح الجريء عندما يتعلق الأمر بصدام مع بعض التيارات في سبيل إيصال رسالته الفنية التي يحملها .