ظلت محاكمة رئيس ليبيريا السابق تشارلز تايلور بتهمة الضلوع في حرب سيراليون الأهلية وبالتالي ارتكاب جرائم حرب، مستمرة منذ سنتين. لكن أنظار العالم لم تلتفت إلى لاهاي إلا بعد أن حضرت عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة نعومي كامبل للإدلاء بشهادتها. وحتى لو هددت الأحداث التي جرت في الأسبوع الماضي بتحويل وقائع المحكمة الخاصة التي تدعمها الأممالمتحدة إلى سيرك، إلا أن شهادة الآنسة كامبل عن هدية الألماس غير المصقول التي يزعم أنها تلقتها من الرئيس تايلور لها أهمية كبيرة. ويظل السؤال حول الدور الذي قام به تايلور في جنوب إفريقيا عام 1997، عندما قيل إن الآنسة كامبل تلقت الحجارة الكريمة خلال مأدبة عشاء أقامها الزعيم نيلسون مانديلا، أمر أساسي في قضية الادعاء. وكان تايلور، رئيس ليبيريا في ذلك الحين، هو الداعم الرئيسي لمتمردي الجبهة الثورية المتحدة خلال الحرب الأهلية الدامية في سيراليون المجاورة. ويؤكد الادعاء أنه كان هناك لشراء أسلحة وكان يحمل المجوهرات لدفع ثمنها. ويتهم تايلور بأنه من بين الذين «يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية» عن جرائم الحرب التي ارتكبت في سيراليون. وتستحق هذه المحاكمة التي تجري جلساتها في المحكمة الجنائية الدولية - الاهتمام لسبب آخر هو أنها الأولى التي يمثل فيها زعيم إفريقي. وإذا تمت إدانة الرئيس، فإنها ستكون سابقة تؤرق عددا من الزعماء الأفارقة، من الذين ينكلون بشعوبهم وينشرون الدمار في القارة دون خوف من عقاب. وعندما بدأت المحاكمة، فقد وصفها رئيس الادعاء العام ستيفن راب بأنها «تجربة هائلة للعدالة الدولية»، رغم أن إقامة صلة مباشرة بين تايلور والفظائع التي ارتكبت في سيراليون أمر صعب. وعلاوة على ذلك، فإن بعض الذين يعرفون إفريقيا جيدا يتساءلون إذا ما كانت مثل هذه المحاكم تساعد حقا على تحقيق السلام والمصالحة لضحايا الحرب، أم هي مجرد مسكن للضمائر الغربية مع قليل من الاعتبار للظروف المحلية. وبالتأكيد، يتطلع الجميع إلى محاكمة عادلة بعد أن انتهت فترة إزعاج ملكة الجمال كامبل.