كسر رمضان حدة الركود لكثير من منتجي وموزعي المواد الغذائية، وقدر مختصون في الأسواق التجارية والسلع التموينية ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية في رمضان إلى عدة أضعاف عما كانت عليه في الأيام العادية، حيث بلغ متوسط الشراء لدى الفرد في رمضان من 100 إلى 500 ريال. وذكر رئيس مجلس إدارة شركة أسواق العثيم، عبدالله العثيم، أن الطلب يزداد على المنتجات الغذائية في رمضان إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأيام العادية، وقدر حجم سوق المواد الغذائية في المملكة بنحو 100 مليار ريال، تستحوذ مبيعات سلع رمضان على أكثر من 15 % منها، وأن من أهم الأصناف التي يكثر عليها الطلب الزيوت بأنواعها والأرز والمعكرونة وشراب التوت وعصائر البودرة، إضافة إلى اللقيمات والدقيق والجلي والكريم كراميل. وأوضح العثيم أن الشركات المستوردة أو الموزعة للمنتجات عادة ما تضع هامش ربح عاليا لمنتجاتها لتغطية تكاليف الدعاية والإعلان بالإضافة إلى التكاليف والمصروفات التشغيلية الأخرى، مشيرا إلى أن الأسواق التجارية قامت بتوفير بدائل للمنتجات بجودة عالية لا تقل عن جودة المنتجات التي يكثر الطلب عليها بأسعار معقولة وفي متناول الجميع. وإلى ذلك، حرصت المجمعات التجارية على توفير بدائل للمنتجات الأكثر شهرة واستهلاكا نتيجة للطلب الكبير عليها، خاصة مع توفر سلع بديلة بأسماء تجارية، في حين يقدر التذبذب في أسعار بعض السلع الرمضانية بما بين 10 إلى 15 % عن أسعارها في العام الماضي ويقدر انخفاض بعضها بما بين 3 إلى 7 % في بعض السلع الأقل شهرة. وكشف عدد من أصحاب المحال التجارية بالرياض تفضيل العديد من المواطنين التبضع وشراء مستلزمات رمضان من أطعمة وأشربة، ابتداء من آخر عشرة أيام من شهر شعبان الماضي، كما نشطت الحركة الشرائية وبلغت ذروتها في الخمسة أيام الأخيرة قبيل دخول شهر رمضان خاصة بعد تسلم الموظفين رواتبهم. وأكد عدد من مسؤولي تلك المجمعات التجارية أن مجمعاتهم شهدت إقبالا كبيرا منذ السبت الماضي حيث عرفت تلك المجمعات زحاما كبيرا من قبل المواطنين والوافدين على حد سواء، وإن اختلفت العادات الشرائية بينهم. وتوقع البعض استمرار وتيرة زيادة التسوق حتى الأيام الأولى من الشهر الفضيل وهي عادة ألفتها تلك المجمعات التجارية؛ ولذلك عملت على استنفار كل جهودها عن طريق فتح المزيد من نقاط البيع وموظفي التحصيل والتحميل لضمان انسيابية الحركة داخل تلك المجمعات ومنع حدوث تزاحم مبالغ فيه. ويشير أحد مسؤولي المجمعات التجارية إلى أن الأسواق التجارية شهدت هذا العام منافسة كبيرة في توفير السلع الرمضانية الأكثر شعبية خاصة في منتجات الشوربة والمعكرونة والشعيرية والعصائر وزيادة ملحوظة في الطلب على الدقيق والخمائر المستخدمة لإنتاج المعجنات المنزلية، إقبالا كثيرا، إضافة إلى استخدامها لإنتاج الحلويات الشهيرة المرتبطة برمضان وسط توفر الدقيق والسكر بكميات كبيرة حسب تأكيدات وزارة التجارة والصناعة. وفي جازان أدى تزايد الطلب على الثوم في أسواق جازان إلى ارتفاع السعر الكلي إلى 25 ريالا، فيما حشدت المحال التجارية والتموينية مختلف المنتجات والبضائع الرمضانية من شوربات وحلويات ومعجنات ودقيق وأرز ومختلف الحبوب لمواجهة متطلبات شهر رمضان في مختلف مدن وقرى المنطقة، إلا أن الشكاوى الموحدة تركزت على ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي، وعلق التاجر عبده عبدالله بأن أسعار الأرز لا تزال عند أسعارها المرتفعة لمختلف النوعيات، وهناك ثبات حاليا في أسعار الدقيق مع اختلاف بسيط وزيادة في أسعار الأجبان والشوربات والعصائر ورقائق السمبوسة .