حملة إعلامية ضخمة رافقت مشروع التبرع لمرضى الفشل الكلوي، استخدمت فيها كل الطرق الإعلامية لكن إحدى دعاياتها التليفزيونية تضمنت مشهدا لطفل صغير يتسلل خلسة داخل المنزل باحثا عن أي هاتف جوال ليقوم بإرسال رسائل للتبرع لمرضى الفشل الكلوي، وتلك الطريقة مرفوضة تماما برأيي، فهي تعلم الأطفال سلوكا غير لائق تربويا، حيث يقوم الطفل بما يريد دون استئذان أبيه أو أمه. ما أجمل عمل الخير وما أجمل تربية الأبناء على حب الخير لكن هذا الإعلان لم يكن موفقا، خصوصا أن عالم الطفولة يتطلب حساسية عالية في التعامل معه، والواجب مراقبة ومعرفة جميع المواد التي تقدم من خلال وسائل الإعلام. وفي الأساليب الترويجية غير الإعلانية، يمكن أن نشجع هؤلاء الأطفال على زيارة أقرانهم المرضى والمعوقين في «يوم المريض» مثلا، وأن تنظم هذه الزيارات عبر جمعيات متخصصة للحصول على نتائج اجتماعية ونفسية أفضل. وأقترح تأسيس جمعية خاصة بالعمل التطوعي، يبدأ دورها من داخل الأحياء عبر زيادة التواصل بين السكان وبين الأطفال والمراهقين، وهذا من شأنه أن يؤسس ثقافة تعاونية وخيرية، وهذه الجهود متضافرة مع وسائل الدعاية ستؤتي ثمارا أفضل. فالتواصل الفعلي والمباشر بين المريض والعالم الخارجي سيشعره بالمزيد من الاهتمام والراحة، وسيشعر بوقوف المجتمع إلى صفه وأنه لا يزال جزءا حيويا من تركيبته، ليعود بعد شفائه بإذن الله، إلى المساهمة في بنائه وتطويره، إضافة إلى ممارسة دوره أيضا في زيارة المرضى والتواصل معهم، كما كان المجتمع يفعل معه.