مرض ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض شيوعا، خاصة في العصر الحالي والمدنية الحديثة، وقد يكون هذا المرض غير مصحوب بأي أعراض ويكتشف بالمصادفة عند الفحص الدوري عند الطبيب، أو يكتشف للمرة الأولى من مضاعفاته، مثل الشلل والسكتة الدماغية والفشل الكلوي، أو تسمم الحمل عند النساء، أو تكون أعراضه مثل الصداع أو الدوخة والدوران وعدم الاتزان، أو مضاعفاته على عضلة القلب مثل الذبحة الصدرية وهبوط وتضخم عضلة القلب. يشير طبيب القلب والأوعية الدموية الدكتور أمجد محمد السيد إلى أن «هناك أسبابا ثانوية لارتفاع ضغط الدم، كأن تكون مثلا أسباب ناتجة من بعض أمراض الغدد مثل الغدة الجاركلوية، أو ضيق في الشريان الكلوي، وهي حالات تمثل نسبا صغيرة من أسباب ارتفاع ضغط الدم، أما النسبة الكبرى فهي من دون أسباب واضحة وتسمى ارتفاع ضغط الدم المبدئي وتمثل 95 % من الحالات، ويكون التوتر والقلق والتدخين والحياة المدنية بما فيها من عدم ممارسة للرياضة، والأطعمة اليومية الدسمة والسمنة، عوامل مساعدة لارتفاع ضغط الدم، كما تلعب الوراثة دورا رئيسيا في الإصابة بارتفاع ضغط الدم المبدئي». وعن تأثير الحالة النفسية المزاجية على ارتفاع الضغط، يوضح السيد «الحالة النفسية المزاجية من العوامل المساعدة لارتفاع ضغط الدم، فعند التوتر والقلق والانفعال يتم إفراز هرمون الإدرينالين في الدم، وهذا بدوره يؤدي إلى انقباض في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ومن أهم طرق علاج ضغط الدم المبدئي المرتفع الراحة النفسية والإقلال من التوتر والانفعال». نصائح صحية وبالنسبة إلى العلاج المناسب «ينصح بمراجعة الطبيب لقياس ضغط الدم بطريقة دورية، خاصة من هم في سن فوق ال 35 إذا لم تكن هناك شكوى مرضية، وعند مراجعة الطبيب يتم تدوين قياس الضغط بطريقة منتظمة، ويبدأ الطبيب بتشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم ومباشرة العلاج بما يسمى بالعلاج بالحمية، وهو الإقلال من الملح في الطعام والابتعاد عن الأطعمة الدسمة والدهون والمخللات وبعض المعلبات المحفوظة بالملح مثل المارتديلا «اللانشون» وعدم شرب الشاي والقهوة والامتناع عن التدخين، ومحاولة إقلال الوزن، خاصة من يعانون السمنة، وكذلك ممارسة الرياضة والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة لاحتوائها على عنصر البوتاسيوم الذي يساعد في الإقلال من ارتفاع ضغط الدم، ويبدأ الطبيب في كتابة الأدوية للمريض وهناك مجموعات من الأدوية الحديثة التي تؤخذ مرة واحدة في اليوم، كما أنها لا تؤدي إلى آثار جانبية». نظام غذائي وعما إذا كان ينصح بصيام رمضان لمريض الضغط «ينصح بصيام رمضان لمرضى الضغط، بحيث يكون هذا الارتفاع محكوما بالأدوية لأن الصيام يجعل المريض تلقائيا يمتنع عن تناول الملح والشاي والقهوة والتدخين، أما العادات الصحيحة لتجنب حدوث أي أضرار صحية مع الصيام في رمضان فتشمل تجنب الممنوعات من الأطعمة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتعاطي الأدوية في مواعيدها تماما كما يصفها الطبيب، ومراجعة الطبيب بصفة دورية والامتثال لأوامره حتى تختفي مضاعفات هذا المرض، ويفضل وضع نظام غذائي لمريض الضغط المرتفع في شهر رمضان، حيث يشمل النظام الفطور والسحور ووجبة مابين الفطور والسحور». ويضع نظاما غذائيا لوجبة الإفطار، يتكون من: عصير فاكهة طازج أو تمر وماء، أو دجاج أو لحوم دون دسم، وتكون مسلوقة، شوربة خضار أو خضار مسلوق بملح خفيف، سلطة خضراء بأي كمية دون ملح، خبز، ثم فاكهة من أي نوع، وما بين الفطور والسحور فلا مانع من تناول كميات من الخضراوات والفاكهة أو العصائر مع الزبادي أو الألبان خالية الدسم، أما وجبة السحور فتشمل الجبن قليل الملح، والزبادي خالي الدسم، و خضراوات وفاكهة وخبزا .