مع حلول شهر رمضان المبارك، بدأ سماسرة تأجير أئمة المساجد استقطاب زبائنهم وتقديم إغراءتهم إليهم من خلال جمال الصوت وتخفيف الصلاة وإجادة حفظ القرآن، لكسب المزيد من العائدات المادية من وراء إجراء صفقات عقود التأجير التي تتضمن راتب الإمام ومدة إقامته للصلاة، بالإضافة الى شرط تجاوزه الاختبار في هذا الشأن. وحققت مزاولة مهنة تأجير الأئمة انتشارا ملحوظا في الأعوام الأخيرة, فتبدأ الحجوزات عليهم قبل دخول شهر رمضان المبارك بأسبوعين لقلة العرض وكثرة الطلب، وشكلت مكةالمكرمة منطلقا لاتجاهاتهم في شتى المناطق، وخاض السماسرة نشاطهم لهذه المهنة، حيث تدر أرباحا طائلة للمتعاملين فيها. ولإجادة الشباب البرماويين نطق مخارج الحروف وتقارب اللهجات، كانوا الأكثر شعبية من غيرهم من الجنسيات الأخرى بارتفاع مقدار رواتبهم الشهرية التي تجاوزت سقف 2000 ريال. إمام ل «شمس» «شمس» كانت في نقطة تجمع وانطلاق الأئمة البرماويين في الطائف بجوار مسجد يؤمه أحدهم، واستطلعت واقع الأمر وتحدثت مع المشرف عليهم لطلب إمام يؤم المصلين بأحد المساجد خارج محافظة الطائف، فأجاب بأنه يتوافر لديه عدد من الأئمة، ولكن جميع من لديه تم حجزهم، وأشار الى أن لديه دفعة من الأئمة القادمين إليه من مكةالمكرمة خلال الأيام القليلة المقبلة، وأوضح أنه في حال رغبتنا الحصول على إمام، علينا تدوين الاسم ونوع المسجد الذي سيعين الإمام فيه، وعدد جماعة المسجد، بشرط أن يكون راتب الإمام بما يزيد عن 2000 ريال إذا كان الموقع بعيدا عن محافظة الطائف أوخارجها. واتصلت «شمس» أيضا بأحد السماسرة الأفغان الذي قال: إنه يستطيع توفير عدد من الأئمة الأفغان القارئين لكتاب الله والحافظين له، واشترط أن يكون الراتب خلال شهر رمضان 2000 ريال، ما يشير إلى حدة التنافس بينهم. لوجه الله وأشار «فهد. ع» وهو وسيط دوره تأمين الأئمة والمؤذنين إلى أن الأمر لديهم أسمى من الكسب المادي، وليسوا سماسرة بالمعنى السائد عند الناس، بل أشخاص يعينون الناس ويساعدونهم على كسب الخير والأجر، خصوصا في شهر رمضان «الوسيط لا يتقاضى مبلغا كبيرا، بل عمله يكون لوجه الله، وإن كان هناك مبلغ بسيط فلا مانع من أخذه إن خرج عن طيب خاطر»، ملمحا الى أنه لا يصل إلى المبلغ الذي يدفع للإمام، بل أقل منه ولا يزيد في غالب الأحيان عن 500 ريال. أحفظ الوافدين «ن. م» يسكن بقرية شمال الطائف، أوضح أنه يسعى للبحث عن إمام برماوي يؤم جماعة الحي لأداء صلاة التراويح والقيام في رمضان. وأشار إلى أن مسجدهم لا يوجد به إمام رسمي من وزارة الشؤون الإسلامية، الأمر الذي دعاه إلى البحث عن البرماويين، لأنهم من أحفظ الوافدين وأنداهم صوتا وأفصحهم نطقا، وأضاف أن الصلاة خلفهم مريحة وخفيفة على كبار السن والعجزة، أما بالنسبة إلى المقابل الذي يتقاضونه «يكون بيننا وبينهم وسيط لتأمينهم، ويكون تحديد الراتب عن طريق الوسيط الذي لا نبرئه من أخذ جزء قليل من الراتب الذي يتراوح بين 1300 إلى 2000 ريال للمناطق النائية والبعيدة عن المدن». ويضيف زايد الموسى «الأولوية في الإمامة للشباب السعوديين ممن يحفظون كتاب الله، وغالبيتهم من الطلبة، وتدفع لهم أموال بسيطة من الأهالي تعبيرا عن الامتنان»، معتبرا أن هذا الأمر فيه إعانة كبيرة على الخير، والأمر مقتصر فقط على شهر رمضان. وبخصوص الأئمة غير السعوديين «فيهم الخير والبركة، وقد صلى بنا قبل عامين أحد الأئمة وكان ندي الصوت ولا نمانع من حضورهم، ونحن نفضلهم، لتعايشهم معنا وسرعة فهمهم لما نريده» .