أبدى رئيس الشؤون الدينية بتركيا الدكتور علي برداق أوجلو، سروره بمشاركة رابطة العالم الإسلامي فرحة الاحتفاء بدخولها الخمسينية الثانية، مجللة بإعجاب المراقبين، الذين أدهشهم تتابع إنجازاتها خلال خمسة عقود أثلجت فيها بعطاءاتها صدور المسلمين على امتداد العالم الإسلامي وخارجه. وأوضح أن مناشط الرابطة وسعيها إلى تحقيق غاياتها النبيلة لم تكن قاصرة على إقليم من أقاليم العالم، بل كانت عالمية بقدر عالمية الإسلام، وحققت بتنوعها رصيدا عالميا منحها العديد من الشهادات والأوسمة. وأكد أوجلو أن نجاحات الرابطة تلاحقت في 50 عاما مثلت فيها المنهج الوسطي المتعالي عن الإفراط والتفريط، ولم تأل جهدا في مشاريعها التي عبرت عن خبرة طويلة في العمل الإسلامي الذي تبوأت فيه مكان الريادة، وعن معرفة وثيقة بالواقع ومستجداته الذي تعيشه، مما مكنها من رسم مستقبل واعد. ورأى أن هذا الجهد الكبير لم يكن وليد مصادفة عابرة: « بل هو نتاج متوقع لعمل دؤوب قدمته قيادات الرابطة والعاملون فيها بمؤازرة ودعم سخي من المملكة التي عودتنا منذ انطلاقتها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، على الوقوف خلف كل عمل إسلامي هادف». واعتبر أوجلو أن رابطة العالم الإسلامي مظهر من مظاهر تطلع الأمة المسلمة إلى وحدتها، وتشوفها إلى سابق حالها، وهي أنموذج في تكامل العمل الشعبي مع العمل الرسمي في تحقيق المجتمع الإنساني الرشيد في عالم هو اليوم أحوج ما يكون إلى استعادة التجربة الإسلامية الفريدة التي مكنت المسلمين من قيادة ركب الحضارة الإنسانية زهاء ثمانية قرون. وأشار إلى أن الرابطة بحاجة إلى المزيد من الدعم والتأييد من دول العالم الإسلامي ومنظماته ومؤسساته الإعلامية والثقافية والاجتماعية لكي تستمر في أداء الدور المهم الذي يتطلع إليه المسلمون في جنبات الأرض، وهي أيضا مدعوة إلى تطوير جهدها وبذل المزيد من التنسيق مع الجهات الفاعلة والمؤثرة حول العالم، لترسم صورا جديدة من النجاح.