مع تطور وسائل الاتصال، وكثرة الإقبال على المواقع الإلكترونية الاجتماعية، كثرت الحملات التي تهدف إلى التغيير، ما يؤكد تطور المجتمع وأنه في حالة حراك، وأن مختلف الشرائح فيه تستفيد من هذه الخدمات الإلكترونية. ما يهم الرجال في هذه الحملات الحملة الأخيرة التي أطلقتها مجموعة من السيدات السعوديات أنهن يردن من حملتهن دفع الرجل السعودي إلى التخلي عن الفانلة والسروال في المنزل، وقبول ارتداء البيجامة، لأن الأخيرة جذابة بالنسبة إليهن. القائمات على الحملة أفدن بأن الرجال تحمسوا في البداية للفكرة، لكن بعد مرور وقت قصير عادوا إلى الفانلة والسروال تحت ذريعة أنهما أريح. وما لا تعلمه النساء أن الرجال السعوديين قضوا ما يزيد على ثلث أعمارهم وهي الفترة السابقة للزواج، وهم يمضون أوقاتهم في المنزل مرتدين الفانلة والسروال. الحملة في رأيي لن تنجح في تغيير صورة الجيل الحالي والسابق من السعوديين عن الفانلة والسروال، فهي جزء معبر عن الارتياح الجسدي والنفسي، فهذه الملابس البيضاء ليست مجرد ملابس داخلية في نظرنا، بقدر ما هي مؤشر على أن الوقت الذي ترتديان فيه وقت خاص بعيد عن ضغوط العمل والأمور الرسمية الأخرى، التي تستدعي لبس ما لا يقل عن ست قطع من الملابس. ما لا يستطيع كثير من الرجال تقبله تجاه البيجامة هو الشيء ذاته تجاه أشياء أخرى حديثة، فهناك من يلوم بعض الأشخاص الذين يحبون إنجاز المعاملات المصرفية في البنك، أو شراء تذاكر السفر من خطوط الطيران نفسها، وغيرها من المعاملات التي من الممكن إنجازها من خلال البدائل الإلكترونية، والفانلة والسروال مثل هذه الأشياء، فهي للكثيرين شيء تقليدي له دلالاته. انجذاب كثير من المشاركات في الحملة للبيجامة أمر طبيعي بحكم طبيعة المرأة التي تميل إلى الأناقة، لكن على اللاتي فشلن في إقناع أزواجهن في التحول إلى البيجامة ألا يضغطن كثيرا في هذا الاتجاه، لأن الثقافة التي ترسخت لعقود تحتاج إلى الوقت والتدرج وجهود مضنية من الإقناع، فالفانلة والسروال لا يزالان في موقف قوة.