نفى مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود في حوار ل«شمس» وجود أي تجميد وظيفي للموظفين على المراتب الوظيفية، موضحا أن الاستعانة بالممرضين الوافدين كان من باب الحاجة إليهم في قرى نائية يعتذر السعوديون عن العمل فيها. وأشار باداوود إلى أن «الصحة» متكفلة بعلاج أي حالة عاجلة على نفقتها في القطاع الخاص، وكشف عن إنشاء ثلاجة مركزية للموتى متخصصة للكوارث والطوارئ في شمال جدة تتسع ل400 جثة، وعزا تكدس الجثث إلى إجراءات التحقيقات الأمنية، مفندا مزاعم حول صعوبة مقابلته «هنالك ساعة يوميا مخصصة للمراجعين في مكتبي ومكاتب مسؤولي الصحة في جدة». يوجه عدد من الموظفين في الصحة الاتهام إلى قيادات في الشؤون الصحية بتجميدهم وظيفيا.. ما ردكم؟ في وزارة الصحة يوجد نوعان من الوظائف الرسمية، وهما الوظائف الفنية الطبية وهذا النوع تتم ترقية العاملين فيه من أطباء وكوادر فنية وتمريضية كل أربعة أعوام بشكل مباشر وفق آليات وضوابط محددة ودون تأخير.. مع ضرورة حصول الأطباء على شهادات معينة للانتقال من فئة وظيفية إلى أخرى من اختصاصي إلى استشاري، على سبيل المثال، أما النوع الثاني من الوظائف فهو الوظائف الإدارية، والترقيات في هذا النوع لا تتم من قِبل المديرية بجدة وإنما من قِبل الوزارة بعد إرسال المديرية للأسماء المرشحة للترقية من مرتبة إلى المرتبة التي تليها، وفي الوزارة يتم فرز جميع المتقدمين للترقيات وترقية الموظفين المستحقين للترقية حسب النقاط الوظيفية التي يحصل عليها كل موظف، وهناك فئة ثالثة من الموظفين هي فئة العاملين على بنود الأجور والمستخدمين الذين حظي معظمهم بتحسين أوضاعهم الوظيفية أخيرا بعد صدور القرار الملكي الكريم بذلك، وبالتالي فإن صحة جدة لم تتسبب في تجميد أي موظف من قبلها. حمى الضنك.. ميزانيات ضخمة ووسائل مكافحة إلا أن أعداد المرضى في تزايد والخطوات تسير ببطء. ما الأسباب؟ وما الخطط الكفيلة بالقضاء على المرض؟ نحن في صحة جدة ينحصر دورنا في الجوانب الوقائية والعلاجية كما هو معروف للجميع، ومنذ بدء المرض في عام 1426 حتى الآن قامت الفرق التثقيفية الصحية الميدانية التابعة لإدارة الرعاية الصحية الأولية بزيارة أكثر من مليون منزل وما يقارب من 60 ألف محل ومركز تجاري بجدة وتوعية سكان وملاك هذه المواقع بكيفية مكافحة البعوض وأماكن توالده وتجمعه وطرق الإصابة بالمرض، وتم توزيع ملايين النشرات والمطبوعات التوعوية الصحية وبعدة لغات لكي يتم توصيل المعلومة بشكل صحيح لجميع فئات المجتمع ومختلف الجنسيات. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن فرق التقصي الوبائي وفرق مكافحة نواقل المرض التابعة لصحة جدة تقوم بجولات وزيارات ميدانية يومية للأحياء التي ينتشر فيها البعوض وتقوم بالرش اليومي بالمبيدات الحشرية، كما تقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة بأمانة جدة للإبلاغ عن المواقع الموبوءة ومنها بالتأكيد أحياء شرق الخط السريع، مع قيامنا بعقد أكثر من 45 دورة تدريبية وورشة عمل مكثفة للعاملين في مجال المكافحة والتثقيف، وبلغ عدد المتدربين أكثر من 1000 شخص لكي يتمكنوا من الإلمام التام بالدور المنوط بهم تجاه مجتمعهم، ولو أن المجال يكفي لسرد الأعمال التي قامت بها صحة جدة في هذا الجانب لأكملت سرد ما تحقق بالأرقام. يتخرج مئات الممرضين والممرضات سنويا من معاهد خاصة وحكومية إلا أنهم ينضمون لركب العاطلين.. هل هنالك خطط لاستيعابهم خصوصا أن هنالك سيطرة على المهنة من قِبل الوافدين؟ بفضل الله ومنته استطاعت مديرية الشؤون الصحية بجدة تحقيق نسبة سعودة في قطاع التمريض في بعض مستشفياتها بلغت 100 %، ومازلنا نسعى للوصول إلى سعودة هذا القطاع في جميع مرافقنا الصحية، وبالنسبة إلى التوظيف في التمريض بالذات فإن وزارة الصحة توظف معظم المتقدمين لهذه الوظائف حسب وجود الشواغر للجنسين إلا أن التوظيف في المجالات الطبية والفنية يخضع لعدة ضوابط من أهمها اجتياز المتقدم لاختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وحصوله على شهادة مزاولة المهن الصحية من قِبل الهيئة.. أما ما يتعلق بالاخوة الوافدين العاملين في هذه المجالات فنحن ما زلنا في حاجة إلى خدماتهم في بعض المرافق الصحية وخصوصا تلك التي تقع في القرى والأماكن النائية والبعيدة عن مدينة جدة والتي يعتذر السعوديين عن العمل فيها. يؤكد البعض أن هنالك قياديين في الصحة غير مؤهلين وصلوا إلى الوظائف بالواسطات.. ما ردكم؟ وكيف يتم ترشيح القيادات؟ ترشيح أي قيادي يتم وفق آلية موضوعة من الوزارة تشمل رفع ترشيح ثلاثة أشخاص لأي منصب مع إرفاق السيرة الذاتية لكل منهم ويتم التعيين بعد المفاضلة بين المرشحين من قِبل الوزارة. يتهم عدد من أهالي المرضى الشؤون الصحية بالتراخي والتقاعس في توفير أسرة لمرضاهم على الرغم من توافرها في المستشفيات.. ما تعليقكم؟ مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة لم ولن تتقاعس أو تتأخر يوما عن توفير أسرة للمرضى، وما الذي يدعونا لذلك؟ ونحن نعلن للجميع بأننا مستعدون لتوفير الأسرة للمرضى المحتاجين للخدمات الصحية وخصوصا العاجلة منها حتى ولو في مستشفيات القطاع الخاص وعلى نفقة وزارة الصحة لأن هذا حق من حقوق كل مواطن في هذه البلاد كفلته له الدولة. تتكدس جثث مجهولة وأخرى متأخرة عن الدفن في مستشفيات جدة ما أسباب ذلك؟ وهل هنالك من دراسة لتوسعة ثلاجات الموتى القديمة وتوفير ثلاجات جديدة؟ ولله الحمد لا توجد لدينا في الفترة الجارية أي تكدسات للجثث المجهولة إلا تلك التي لا تزال تنتظر انتهاء التحقيقات الجنائية لدى الجهات الأمنية المعنية.. وقد تم تحديد آليات جديدة للإسراع في إنهاء إجراءات دفن أو ترحيل هذه الجثث فورا بإشراف لجنة مكونة من عدة جهات حكومية وبمتابعة سمو المحافظ شخصيا.. أما بالنسبة إلى التوسعة فقد تم بحمد الله تعالى افتتاح الثلاجة المركزية للطب الشرعي وهي تتسع لأكثر من 70 جثة، بالإضافة إلى الثلاجات الموجودة في المستشفيات الحكومية وهي تتسع لما مجموعه 120 جثة، وهنالك مشروع جديد تم اعتماده في الموازنة وهو إنشاء ثلاجة مركزية خاصة بالطوارئ والكوارث في شمال جدة ستبلغ سعتها الإجمالية ل400 عين بمشيئة الله تعالى. تم تسريح أكثر من 100 موظف وموظفة من مستشفى الملك عبدالعزيز وتم إرجاعهم.. ما خلفية القضية ؟ وهل سيستمرون أم سيسرحون مرة أخرى؟ لقد تحدثنا عن هذا الموضوع كثيرا وفي الحقيقة لا توجد هناك قضية وكل ما في الموضوع أن هؤلاء الموظفين كانوا يعملون مع الشركة المشغلة للمستشفى، وعند انتهاء عقد الشركة مع المستشفى قامت بإنهاء خدماتهم وليس المستشفى من قام بذلك، ومع ذلك فقد تدخلت المديرية وقامت بتمديد خدماتهم لمدة ستة أشهر وتشغيلهم على الشركة الجديدة تقديرا لظروفهم ريثما يتحصلون على وظائف مناسبة لهم، وهذه هي حقيقة الموضوع. جدة ثاني أكبر مدينة في المملكة إلا أن مستشفياتها الحكومية تفتقد إلى الكوادر والتقنيات.. ما خطط التطوير التي ستشهدها مستشفيات المحافظة؟ مستشفيات وزارة الصحة بمحافظة جدة تحظى دائما باهتمام الوزارة وتزخر بكل ما هو جديد وحديث من الأجهزة والتقنيات الطبية الموجودة في مختلف دول العالم، كما أنها تزخر أيضا بالكوادر الطبية المؤهلة تأهيلا علميا وتدريبيا عاليا، وهذا أمر معروف لدى الجميع، وهناك خطط مستمرة للتطوير في مجال الكوادر والتجهيزات. أدوية محظورة وأخرى منتهية الصلاحية تباع علنا في محال العطارة وصيدليات داخل الأحياء كيف ستقضون على هذه الظاهرة؟ لعلكم تلاحظون ما تعلن عنه مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة في الصحف المحلية بشكل أسبوعي تقريبا عن قيام لجان التفتيش بإدارة الرخص الطبية بصحة جدة بضبط مجموعة من الأدوية والمستحضرات الطبية وكذلك عن إغلاق وتغريم بعض الصيدليات نظير المخالفات التي ترتكب من قبلهم، ونحن نبذل كل جهودنا من أجل إيقاف هذه الظاهرة. يقول البعض إن مقابلة مدير الشؤون الصحية في جدة أمر بالغ الصعوبة بسبب البيروقراطية والروتين.. ما تعليقكم؟ من المؤكد أن من يقول مثل هذا الكلام لم يحضر إلى مبنى المديرية على الإطلاق، ولم يتابع ما نشرته الصحف خلال الأشهر الماضية مطلقا، لأننا سبق أن أعلنا بأننا قد خصصنا ساعة كاملة يوميا من وقت الدوام الرسمي لاستقبال المواطنين والمراجعين والاستماع إلى شكاواهم ومتطلباتهم وحل مشكلاتهم التي يعانونها تنفيذا لتوجيهات وزير الصحة، وهذا الأمر لا ينطبق على مدير الشؤون الصحية وحده وإنما ينطبق على جميع المساعدين والمسؤولين ومديري المستشفيات بجدة، حيث تم تحديد الوقت من الساعة ال11 صباحا إلى الساعة ال12 ظهرا يوميا لحل مشكلات المراجعين والمواطنين فيما تم تخصيص ساعة أخرى للموظفين، كما أن وزير الصحة قد وجه بضرورة تحديد لقاء سنوي بين المسؤولين في القطاعات الصحية وبين المستفيدين من الخدمات الصحية من المواطنين والمقيمين للاستماع إليهم وتلمس حاجاتهم الصحية، وبالفعل قامت صحة جدة بعقد هذا اللقاء منذ ثلاثة أشهر بمركز الأبحاث والدراسات التابع لصحة جدة بسكن مستشفى الملك فهد، وقد شهد هذا اللقاء إقبالا جماهيريا جيدا وتم عمل البريد الإلكتروني «[email protected]» وهو خاص باستقبال الشكاوى والاقتراحات والملاحظات والذي أقوم بالاطلاع عليه شخصيا والرد على مرسلي هذه الشكاوى بشكل يومي. ما الذي تودون إضافته؟ ما أود إضافته هنا هو القول إننا في صحة جدة لسنا إلا جزءا من منظومة صحية متكاملة لوزارة الصحة، ونعمل جاهدين من أجل الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمستفيدين منها مع طموحنا الكبير لتحقيق ذلك، وأملنا الدائم في دعم القطاع الإعلامي لنا وخصوصا فيما يتعلق بإيصال رسائلنا التوعوية والتثقيفية الصحية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي الصحي لدى جميع شرائح المجتمع، وبالتالي الحد من انتشار الأمراض ومكافحتها معا لتكون مدينة جدة خالية من الأمراض في المستقبل القريب بإذن الله .