قدم لنا الأستاذ أحمد الشقيري برنامج خواطر، في العام الماضي، صور لنا فيه الشعب الياباني على أنه شعب لا مثيل له في الأمانة والالتزام والاحترام وجميع أمور الحياة. كما حاول البرنامج البحث عن كل الأمور السلبية لدى العرب ووضعها في حلقات برنامجه ليكون أكثر إثارة للمشاهد العربي، فظهرت صورة سلبية وسيئة للغاية عن شعوبنا العربية، وكان يقارن الأفضل بالأسوأ، الأفضل في اليابان بأسوأ السلبيات لدينا، دون أي إيضاح لما يحتاج الأمر لدينا من تطوير؛ ليصل إلى مستوى المقارنة باليابان. لم يترك شبرا في اليابان لم يتباه به، فوصلت أوجه المقارنة إلى «دورات المياه» أعزكم الله، وقارن تلك بأحد الموجودة في مشروع مؤقت لدينا، وصور لنا الشعب الياباني بالشعب الأمين الذي يمشي مسافات طويلة عند عثوره على أشياء تخص أحدهم، وشعوبنا العربية صورت بصورة غير لائقة عندما صور مواطنا عربيا وهو يجد مبلغا ماليا يخص أحدهم مع أوراق إثبات الشخصية فسرقها، كأن البرنامج يخبرنا أن هذه عادة عربية بينما لا يفعل اليابانيون مثل هذه الأمور، بمعنى لا وجود للسرقة في اليابان! هناك من يرغب في زيادة الوعي العام وتثقيف العامة، ولكن تختلف الطرق في إيصال المعلومة، فمنهم من يسهم بشكل مباشر في الحوار ويكون له دور إيجابي، ومنهم من يقف ناقدا بطريقة هدامة ولا يسهم في أي تقدم أو تغيير. فالحوار البناء والعمل التطوعي يسهمان في جعل الناس يحترمون بيئة العمل ويعرفون روح الجماعة ويسهمون في التغيير للأفضل، فزراعة القيم داخل الأوساط الشبابية هي ما سنراه في الأعوام القادمة والشباب هم الفئة الأهم في المجتمع التي تقود دولها إلى مزيد من التقدم والعطاء. لا للتباهي، ونعم لنقل الإيجابيات ومحاولة تطبيقها والإسهام في خلق بيئة تساعد على الإبداع. فماذا سيقارن برنامج الشقيري بعد في شهر رمضان، وما السلبيات التي سيبحث عنها؟