أكد رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في بريطانيا الأمير تركي الفيصل دعم المملكة لتوفير مصادر الطاقة البديلة، وأن المملكة لا تزال واحدة من مصادر الطاقة الأكثر أمانا في العالم كما أنها ستبقى ملتزمة بالمساعدة على تطوير المصادر البديلة للطاقة. وأشار في كلمة ألقاها في ندوة أكسفورد لدراسات الطاقة العام الجاري في كلية سانت كاترين بجامعة أكسفورد أمس إلى تحرك المملكة الجاد للاستفادة من مصادر أخرى للطاقة المتجددة خصوصا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية السلمية كونها عضوا نشطا في منظمة الطاقة المتجددة عبر المتوسط «تي ار أي سي» التي تضم تحت لوائها المكتب الألماني لعلوم الفضاء، والعديد من الجامعات الأوروبية والشرق أوسطية لتوفير شبكة كهرباء عملاقة تعتمد على الطاقة المنتجة من الشمس والرياح، موضحا أن المشروع حظي بموافقة الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية السابق جوردون براون. وتطرق الأمير تركي إلى إعلان المملكة قبل نحو شهرين عن خطط لبناء مدينة جديدة للطاقة المتجددة أطلق عليها اسم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بعد تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي أنيط بها أيضا تحقيق مجموعة من الأهداف الخاصة بالطاقة المتجددة والبديلة. وأبلغ المشاركين في الندوة إعلان المملكة أخيرا عن بناء محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية وفق مواصفات تم تطويرها من قبل شركة «أي بي ام» وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مشيرا إلى أن الجامعة تشارك في وضع جدوى اقتصادية حول الاستفادة من طاقة الرياح في المملكة. وأوضح الأمير تركي في الكلمة التي حملت عنوان «المؤشرات الأساسية لسياسة الطاقة في المملكة خلال العقد المقبل» أن الطلب على النفط لا يزال مستمرا في الارتفاع ولا سيما من قِبل الصين والهند، مؤكدا أن لدى المملكة الرغبة لتلبية جميع هذه الطلبات من إمدادات النفط، وكذلك تلبية طلبات من أي جهات أخرى. وأشار إلى أن المملكة تتمتع ب 25 % من الاحتياطات العالمية المؤكدة من النفط، وتنتج حاليا نحو ثمانية ملايين برميل يوميا ولديها طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى نحو أربعة ملايين برميل يوميا أي قرابة 90 %من الإنتاج العالمي. وأعرب عن الاعتقاد أن هذه الطاقة الإنتاجية الفائضة جاءت نتيجة للاستثمارات الهائلة من مليارات الدولارات التي أنفقتها حكومة المملكة خلال عشرات السنين الماضية على تطوير البنية التحتية لصناعة النفط السعودية، وقال إن ذلك دليل واضح على اهتمام المملكة باستقرار سوق النفط العالمي على المدى الطويل، حضر الندوة سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز وجمع من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بقضايا دراسات الطاقة والنفط .