في محاضرة «رحلة المستقبل» للعالم الدكتور أحمد زويل، ذكر أنه لا توجد هناك حدود للعلم، وأن أي اكتشاف علمي جديد سيستفيد منه العالم أجمع، فليست هناك جنسية أو قومية لأي عالم أو علم. وأضاف أنه حين زار الهند وجد فيها كل المتناقضات، حيث شاهد التباين بين الفقر والغنى، والتقدم والتخلف، وتعدد الديانات، وتعدد العقليات، إلا أن ذلك لم يمنع دولة مثل الهند أن تنجب عباقرة القرن، وأن تساهم في التقدم التقني والتكنولوجي المستمر، وأن سبب ذلك هو حضور الرؤية التي عبر عنها بالحلم، عوضا عن التذمر والشكوى من سوء الأوضاع، التي تحبط الهمة. وقبل فترة اكتشف باحث سعودي أشلاء جمجمة عمرها 29 مليون سنة، قد تكون لكائن حي من «الرئيسيات» ويعد هذا معجزة ليس فقط لأن مكان الأحفورة من الصعب أن يلاحظ من قبل أي شخص مهتم ما لم يمتلك عينا تملؤها الأحلام في فهم هذا العالم. فرغم الاعتقاد العلمي بأن هذه المنطقة كانت قبل ملايين السنين مغطاة بالمياه، وأن أغلب الكائنات التي يعتقد بأنها عاشت لا تعدو أن تكون كائنات بحرية، إلا أن هذا الاكتشاف ربما سيحل ألغازا علمية كثيرة، ويكمل السلسلة المفقودة لفك الغموض الذي يحير العلماء في فهم الآثار التي تركها الإنسان الأول، ويعينهم على معرفة الطرق التي انتقل بها من قارة إلى أخرى، ولماذا خاطر في ركوب البحر رغم جهله بالوجهة التي يتجه إليها. إن بعض الاكتشافات قد لا تتلاقى أحيانا مع قناعاتنا التي ينبغي ألا نضعها في مواجهة حاسمة مع الحقائق أو الفرضيات العلمية، لأن العلم يتعلم، بينما هذه القناعات غير نهائية ولا محسومة، وقد يطولها الشك الذي هو أساس التفكير العلمي.