اختلفت أساليب الدعوة إلى الله بحسب فئات البشر، فمنهم من يستخدم العقل والحكمة، ومنهم من يستخدم أساليب أخرى منفرة، وما زالت أفضل الأساليب هي احترام الطرف الآخر، سواء أكان احتراما شخصيا أو احتراما لدينه ومعتقداته. واستخفاف الداعية بمعتقدات الآخرين يجعلهم يتمسكون بمعتقداتهم حتى لو علموا أنهم على باطل، فالطريقة الخاطئة تكون هدامة وعديمة الجدوى, والنتيجة إنهاء أي فرصة لحوار متعقل ومفيد وعقلاني. وفي عصرنا هذا تطورت أيضا أساليب الدعوة، فأصبح للإنترنت والفضائيات شأن عظيم في هذا المجال، فهي تصل لكل مكان في العالم ويقف خلفها أناس أفنوا حياتهم وأموالهم في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل. ولكن ماذا لو كان الطرفان أبناء وطن واحد وديانتهم الإسلام، وأصبح البعض منهم يطلق قنوات فضائية للسخرية من الطرف الآخر؟ أليس من الممكن لهذه الفضائيات أن تسبب فتنة وأحقادا داخلية؟ أم أنها فكرة استثمارية جديدة ومحاولة لإطلاق قناة جديدة تختلف في برامجها، فهي تقدم ما يسمونه «الدعوة» ولكن بطريقة تسخر من الطرف الآخر. كيف حصل هؤلاء على تصاريح لبث سمومهم داخل منازلنا؟ هم يسكنون في ذلك المكان البعيد ولا يعلمون مدى التواصل بين أبناء هاتين الطائفتين، فإن كان أحد الأطراف معتقداته خاطئة من وجهة نظرهم، فهل تكون وسيلة دعوته بالسخرية من معتقداته وإعلامه وأساليب عبادته؟ أم أنها محاولة للتجديد في البث الفضائي فقط دون اكتراث بالنتيجة التي سيؤول إليها هذا الأسلوب؟ في النهاية ما أتمناه هو إيقاف أي قناة فضائية تتحدث عن مخالفيها من الطوائف بطريقة ساخرة. ولو كان الغرض من البث هو الدعوة إلى الله، لماذا لم يقوموا ببث قنوات تدعو الأديان الأخرى؟ ولكن هي محاولات ربما يكون الهدف منها كسب الرواج الداخلي والشهرة والمادة فقط.