لا يؤتي العلاج الموصوف للارتفاع الشديد في مستوى الكوليسترول ثماره في الغالب، ذلك ما أوضحه عضو جمعية القلب الإماراتية الدكتور عمر كامل حلاق، خلال عرض مشروع دراسة سريرية في دبي: «لا يحقق غالبية المرضى الانخفاض المرغوب في مستوى الكوليسترول لديهم؛ لأنهم لا يلتزمون بتعليمات العلاج مثل الحمية الغذائية أو التدريبات الرياضية الموصى بها». وأضاف الدكتور حلاق الذي يرأس أيضا قسم التداخلات القلبية في المستشفى الأمريكي بدبي، أن السبب في ذلك يرجع إلى أن كثيرا من المرضى لا يتناولون الدواء الصحيح أو يصف لهم الطبيب جرعة قليلة للغاية. لمعرفة عدد المرضى في منطقة الخليج الذين لا يحققون نجاح العلاج المأمول، أطلقت جمعية القلب الإماراتية بالتعاون مع شركة الأدوية AstraZeneca دراسة تحمل اسم «سيفيوس» وفيها تم تحليل بيانات 5300 مريض في المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك تم استعراض بيانات لمرضى أوروبيين أثبتت أن 50 % فقط من المرضى استطاعوا من خلال العلاج المناسب خفض مستوى الكوليسترول في الدم إلى المستوى المرغوب، غير أنه لا يمكن - بحسب الدكتور حلاق - تعميم هذه النتائج: «يختلف مرضانا عن المرضى الأوروبيين وراثيا ومن حيث النظام الغذائي وأسلوب الحياة أيضا». تجدر الإشارة إلى أن أمراض الجهاز القلبي الوعائي تعد من أهم الأمراض المنتشرة في منطقة الخليج، حيث أوضح اختصاصي الكيمياء الحيوية واستشاري أمراض الدهون بمستشفى جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان الدكتور خالد حميد الرصادي أن معدلات الإصابة بمتلازمة الأيض في منطقة الخليج تزيد بنسبة 10 إلى 15 % عن معدلات الإصابة في غالبية الدول المتقدمة، وتتطور متلازمة الأيض بوتيرة متسارعة في حال وجود خلل في مستوى السكر وزيادة قيم الدهون في الدم مع الارتفاع الشديد في ضغط الدم. وإذا لم يخضع المريض للعلاج، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابته بأزمة قلبية وسكتة دماغية ومن ثم الموت المبكر. وأشار الرصادي إلى أن متلازمة الأيض - بحسب أحدث التقارير - تنتشر بين النساء أكثر من الرجال، وتعزز قلة الحركة وسوء التغذية وانخفاض المستوى التعليمي وارتفاع مستوى الدخل من فرص حدوث المرض. وبحسب الخبراء يتضح من خلال الدراسة الأوروبية التي أجريت في هذا الشأن مدى أهمية خفض مستوى الكوليسترول، فإذا أمكن للرجال فوق الأربعين عاما خفض مستوى الكوليسترول لديهم بنسبة 10 %، فسيقل خطر إصابتهم بالأزمات القلبية بمقدار النصف .