أظهر أحدث استطلاع للرأي تراجع شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما قد يضر بالديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ نوفمبر المقبل. لقد تدهورت الثقة في أوباما ودعوته للتغيير واستعادة عافية الاقتصاد ورسم مسار إيجابي إلى درجة أن ستة من كل عشرة ناخبين فقدوا ثقتهم في قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة، وذلك حسب صحيفة «واشنطن بوست وشبكة «إيه بي سي» التليفزيونية. وورث أوباما فوضى كبيرة، والناس يشعرون بالإحباط لأنه لم يجلب الاستقرار للاقتصاد. وساعد الصبر على المشورة بجانب إظهار العزم والتصميم للرئيس الأسبق ريجان على الصمود في وجه العاصفة قبل الانتخابات النصفية في ظل ظروف مشابهة لما يحدث اليوم. وهناك فارق واحد رئيسي هو أن أوباما لم يقم بإلقاء اللوم على سلفه جورج بوش مثلما فعل ريجان مع جيمي كارتر. الأرقام القاتمة تعني الشيء القليل بالنسبة إلى أوباما، الذي يتطلع إلى عام 2012، لأنها ستتغير جذريا عدة مرات قبل ذلك الموعد. وتنبع خيبة الأمل أساسا من الأشياء التي كان على أوباما القيام بها لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد، ودفعه بعيدا عن الهاوية لجعل الحياة أفضل بالنسبة إلى الأمريكيين في المتوسط. واتضح أن الشعارات التي أطلقت خلال الحملة الانتخابية ليست منصة للفوز. وأوباما لديه الحق في مطالبة الناخبين أن يختاروا بين العودة إلى السياسات التي جلبت لنا الفوضى، أو التمسك به وبالكونجرس الديمقراطي للخروج من الفوضى، ولكن ببطء وألم. وعندما يكون الرئيس ليس على ورقة الاقتراع، فإن التاريخ يخبرنا بأنه من الصعب عليه قيادة حزبه حتى خط النهاية. ويمكن أن تترجم خيبة الأمل في أوباما إلى مكاسب للجمهوريين في الخريف إذا كان حزبهم قادرا على استثمار فشل أوباما في تلبية التوقعات التي أثارها مرشحا، بدلا من أوجه القصور الخاصة بها. واعترف السكرتير الصحفى للبيت الأبيض روبرت جيبس بكل وضوح بوجود عدة مقاعد كافية في مجلس النواب يمكن للجمهوريين أن يستعيدوا السيطرة عليها. ولكن الأمر سيكون رهينا للأحداث. «إنها قد تتحول في أي من الاتجاهين». ويمكن أن تصبح الساحة السياسية أكثر إشراقا بالنسبة إلى الديمقراطيين عندما يأتي شهر نوفمبر».