يعرف عن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب حيويته ونشاطه، وقد سبق أن قفز بالمظلة مرتين فوق فناء مكتبته في كوليدج ستيشن بولاية تكساس، احتفالا بعيد ميلاده ال80. وقد شرح خطوته تلك بعدة كلمات: «أحب السرعة والإثارة، وأعتقد أن ذلك يشكل مثالا للمعمرين.. ولا يعني كونك في هذا العمر أنك بعيد عن القيام بهذه الأمور». وطلب أن يتم دفنه بعد رحيله في نفس المكان الذي قفز فيه بمظلته، في ساحة مكتبته. وخضع بوش الكبير، إلى عملية جراحية مطلع عام 2007 بالعاصمة واشنطن، تم خلالها استبدال الجزء الأعلى من وركه الأيمن. وكان خضع للعملية نفسها عام 2000، حين قام الأطباء باستبدال نفس الجزء في أعلى وركه الأيسر. مع أنه شغل خلال 12 عاما أكبر منصبين في البلاد، إلا أنه لم يترك بصمات بارزة على المسرح الوطني. ولد جورج هربرت واكر بوش في 12 يونيو 1924. وهو رئيس أمريكا ال41 بين عامي 1989 و1993. وعمل قبل ذلك مديرا لوكالة المخابرات المركزية CIA ونائبا للرئيس الأمريكي رونالد ريجان، وكان بدأ حياته السياسية في مجلس الشيوخ عام 1966. ودرس في أكاديمية فيليبس بولاية ماساتشوستس حيث لعب البيسبول وكان متفوقا في دراسته. وبعد التخرج التحق بالجيش الأمريكي بسبب الحرب العالمية الثانية ثم درس بجامعة ييل وحصل على البكالوريوس في التاريخ. وفي عام 1945 تزوج باربرا بيرس وأنجبا ستة أولاد منهم: جورج، وجيب، ونيل، ومارفن، ودورثي. وخلال معظم مسيرته الرئيسة كان يركز على الشرق الأوسط. وحين غزا صدام حسين الكويت في أوائل التسعينات، أعلن بوش أنه سيحرر الكويت. وهكذا بدأت حرب الخليج التي كسبها بسرعة في تحالف عالمي أعاد الكويت لأهلها. وبسبب هذا النجاح العسكري، كان الأمريكيون يحبون رئيسهم ولكن المشكلات الاقتصادية أدت إلى فشله في الانتخابات الرئاسية عام 1992 حيث فاز الرئيس بيل كلينتون، قبل أن يصبح ابنه جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي عام 2001 وانتخب مرة ثانية عام 2004. وأبدى جورج بوش الأب رغبة في أن يرى ابنا آخر له رئيسا لأمريكا، معلنا أنه يريد أن يرشح ابنه جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا في انتخابات الرئاسة «يوما ما». وكان جيب، 54 عاما، يؤكد مرارا أنه لا يخطط لخوض انتخابات عام 2008، وذلك في محاولة منه للحد من التوقعات بأن فردا آخر من عائلة بوش سيكون المرشح المقبل للحزب الجمهوري للفوز بمقعد الرئاسة في البيت الأبيض. ومع أنه شغل خلال 12 عاما أكبر منصبين في البلاد، إلا أن بوش الأب لم يترك بصمات بارزة على المسرح الوطني. وقد كان باهتا للدرجة التي وصفه فيها الصحفي المخضرم كلير بوث لوس بأن الإنجاز الأكبر له لا يتعدى أنه تمكن أن يصبح رئيسا لأمريكا. وبمجرد وصوله إلى الكرسي الرئاسي، لم يفعل شيئا سوى الاستجابة للأحداث كلما اعترضت طريقه. وكان بوش بارعا جدا في الدبلوماسية، لكنه كان مفتقرا كليا للبريق في السياسة الداخلية، وهو واقع تفسره الخلفية التي جاء منها. ولأنه ابن سناتور، كانت له علاقات واسعة، كما أنه حظي بالامتيازات منذ نعومة أظفاره ودرس في المدارس الخاصة. وقد مكنته خصائصه النادرة من خلق الصداقات والاحتفاظ بها، من إقامة علاقات واسعة مع قادة العالم أثناء عمله سفيرا لبلاده بالأمم المتحدة، ومبعوثا إلى الصين، ثم مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية. وخاض بوش أربع حملات انتخابية قومية نظرا إلى « رغبته الحارقة في أن يصبح رئيسا لأمريكا» .