كشفت ورشة عمل نظمتها غرفة الشرقية، أمس، حول المختبرات الخاصة والغش التجاري والتقليد، عن أرقام خطيرة حول الغش التجاري بالسوق السعودية، وجاءت تلك الأرقام على لسان مسؤولين رسميين وممثلين عن القطاع الخاص على حد سواء، حيث أكد المدير العام للجمارك صالح الخليوي ضبط ثمانية ملايين وحدة مغشوشة ومقلدة خلال النصف الأول من العام الجاري فقط، مشيرا إلى أن هناك جهودا مبذولة لمقاومة التقليد والغش التجاري، بتعاون القطاعين العام والخاص، وأعرب عن أمله في وضع أفضل لحل مشكلة الغش التي تعد مشكلة عالمية وليست سعودية فقط. وشدد المدير العام للجمارك على أهمية دور المختبرات الخاصة كرافد مساعد للجمارك للقضاء على الغش التجاري والتقليد، الذي أثبتت الوقائع ضرره على الإنسان خاصة، وعلى الكائنات الحية بشكل عام، وأوضح أن الجمارك تتعامل مع القطاع الخاص من منطلق الشراكة، حيث وقعت اتفاقيات مع شركات متخصصة، وقامت بتدريب موظفي الجمارك لمساعدتهم على معرفة المنتجات الأصلية من المقلدة، وحققت التجربة نتائج طيبة. ومن جهة أخرى، ذكر مدير الخدمات الفنية «الحكومية» بشركة «اكسوفا» أحمد الديدي، أن الخسائر الناتجة من الغش التجاري في المملكة تقدر بأكثر من «41» مليار ريال كأقل تقدير حسب إحصاءات وزارة الإحصاء والتخطيط، غير الخسائر البشرية الأخرى التي لا تقدر بثمن، مشيرا إلى أن بعض المعلومات تفيد بأنه من كل ستة آلاف حالة وفاة هناك ثلاثة آلاف منها جاءت بسبب قطع الغيار المقلدة كالإطارات والكوابح التي تدخل إلى المملكة عبر النقاط الجمركية. وأوضح عضو اللجنة التجارية بغرفة الشرقية محمد القحطاني، أن الغش طال المعادن فأصبح البعض يغش في نسب المعادن وهو ما يكلف تجار الذهب الكثير من الخسائر، وبين أن المنتج المقلد أصبح متطورا جدا لدرجة أن المختص والمواطن لا يستطيع كشفه، كما امتد ضرر الغش لصحة الإنسان، حيث إن نسبة الغش في الأواني المنزلية المصنعة من مادة الاستانلس ستيل بلغت 43 %، حيث يخفض المصنعون مادة النيكل المستخدمة في التصنيع ويعوضون بدلا منها مادة المنجنيز، الأمر الذي يضر بصحة الإنسان وأيضا يؤثر سلبا على خطوط الإنتاج في المصانع، ودليل ذلك الانفجارات التي تحدث في المصانع لأن المواد المتلاعب بها لا تتحمل درجات الحرارة العالية في المصانع، وأشار إلى أن الغش أيضا امتد إلى ألعاب الأطفال غير المطابقة للمواصفات، والتركيز فقط على الأشكال الجميلة والأسعار الرخيصة .