لا تخلو بعض السلوكيات الرئاسية من غرابة الأطوار والشذوذ الذي لا يتصور أن يحدث من زعيم أو رئيس دولة، خاصة إذا ما وجد أحدهم نفسه متحررا من قيود البروتوكولات و«برستيج» الرئاسة ومتطلباتها المتشددة في الظهور بصورة رزينة، تصل حد المبالغة، ولذلك يجنح بعض الرؤساء إلى التنفيس عن أنفسهم والتعاطي مع الحياة بعفويتهم وبحسب طبيعتهم الشخصية حال اختفائهم عن الأنظار أو خفوت البريق عنهم. وعلى مر التاريخ كان لكثير من الزعماء سلوكياتهم وتصرفاتهم الغريبة، وذلك مستمر حتى يومنا المعاصر، فعلى سبيل المثال ما إن فارق الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب مقعد الرئاسة حتى تفرغ لحياته الخاصة وممارسة هواياته بعيدا عن الضغوط البروتوكولية، وبعد أن تجاوز الثمانين عاما من عمره يمارس القفز بالمظلة من الطائرة في كل عيد ميلاد له. ومن التصرفات الغريبة التي تعرف عن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري اهتمامه بتربية الماعز ذي اللون الأسود في القصر الرئاسي، ونشرت الصحف ذلك وأشارت إلى أنه يذبح كل يوم واحدة منها بمقر إقامته الخاص لإيمانه بأن ذلك يبعد عنه الشر ويحميه من السحر الأسود. ولبعض الرؤساء ذلات ألسنة وسقطات مريعة عند إلقائهم الخطب أو عقد مؤتمرات صحفية، ومن المعروف عن رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر حياءها الجم، الذي تخلت عنه في إحدى لقاءاتها الإعلامية بتصريح عن أكل لحم الخنزير، مفضلة الصغيرة منها لأنه ألذ وأكثر مفعولا من تناول حبة فياجرا. نوم وفضائح ومن غرائب الرئيس الأوغندي الأسبق عيدي أمين، أنه كان يخطب في الناس مرتديا قميصا طبعت عليه صوره المنشورة في الصحف، وكان كلما استخدم كلمة «أنا» أشار بإصبعه إلى إحدى الصور أيا كان موقعها في قميصه. وفي إطار العلاقات غير الأخلاقية شاعت كثير من الفضائح التي لا تليق برؤساء الدول، وقد عرف عن سبعة رؤساء أمريكيين إقامتهم علاقات خارج نطاق الزوجية كان آخرهم بيل كلينتون، بينما كان أولهم توماس جيفرسون المؤسس. واشتهر عن الرئيس كالفت كوليدج أنه لم يكن يكتفي بأقل من عشر ساعات من النوم يوميا وهو رئيس للبلاد، ومن المعروف أن الرؤساء الأمريكيين لا ينامون في المتوسط لأكثر من خمس ساعات يوميا. رؤساء طباخون ومن غرائب الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، أنه كان دائما يبدأ قراءته للصحف كل صباح بالاطلاع على الرسوم الكاريكاتورية، ومن مفارقات هذا الرئيس أنه عمل في صباه قبل أن يصبح رئيسا حارس إنقاذ على الشواطئ ومناديا في السيرك وعامل بناء وغاسل صحون ومدرب سباحة ومذيعا قبل أن ينتقل للتمثيل ممثلا من الدرجة الثانية. وكثير من الرؤساء الأمريكيين عملوا قبل أن يدخلوا البيت الأبيض في مهن هامشية أو متدنية، فالرئيس جيرالد فورد، شغل مهنا متعددة مثل فراش وطاه وغاسل صحون وعامل حدائق ومدرب كرة قدم أمريكية ومدرب ملاكمة ومحام. من المهن الغريبة الأخرى التي شغلها الرؤساء السابقون مهنة خياط التي حظيت برئيسين هما ميلارد فيلمور واندرو جونسون، ومن العصاميين الآخرين كذلك وهم كثيرون الرئيس هربرت هوفر الذي عمل في صباه عاملا في مصبغة «غسال» وموزع جرائد وفراش مكتب قبل أن يعمل بمهنة مساح جغرافي ثم مهندس مناجم. كما عمل الرئيس ريتشارد نيكسون، حطابا بينما عمل الرئيس مارتن فان بورن عامل توصيل طلبات ثم نادلا في حانة، كما سبق للرئيس اوليسس جرانت العمل بمهنة سائس خيول. قصر القامة ومن جانب آخر، يبذل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ما بوسعه تجنب جميع المواقف التي من الممكن أن تظهر قصر قامته حتى أنه لم يعد يطيق الطوال من الحرس الجمهوري حوله، وذكرت صحيفة «لو بارزيان» الفرنسية أن ساركوزي الذي يبلغ طوله 165 سنتيمترا، لم يعد يطيق رجال الحرس الجمهوري الذين يتولون حراسته والذين يتميزون بطول القامة حتى لا يظهرون قصر قامته في المناسبات العامة، كما يعاني رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني من قصر القامة حيث يبلغ طوله 164 سنتيمترا .