عاش المكتب الرئيسي للضمان الاجتماعي بمحافظة جدة، أمس، نهارا طويلا من العذابات التي تكبدها المراجعون، نتيجة الزحام الشديد، والعشوائية في توزيع المساعدات المالية. وشهدت «شمس» صباح أمس تدافع مئات المراجعين الطامحين للحصول على «شيكات الإعانات»، مع بدء توزيعها من الضمان الاجتماعي على المراجعين منذ مطلع هذا الأسبوع، بطريقة افتقدت التنظيم، في مشهد يعكس عشوائية الأداء الوظيفي وسوء الاستعداد والتحضير الإداري من قبل المسؤولين في مكتب الضمان. وتعرضت المراجعات والأطفال المرافقون لذويهم، للإرهاق والإعياء الشديدين، بعد أن اختلطت الجموع بلا ضابط يذكر، على الرغم من كون يوم أمس مخصصا لاستقبال النساء فقط، من دون الرجال، إلا أن هذا التنظيم لم يعمل به على أرض الواقع، فيما لم يجد أحد موظفي الضمان طريقة أفضل لتوزيع الشيكات من صعودهم على إحدى الطاولات والنداء على أسماء مستحقيها. من جهة أخرى، أبدى عدد من المراجعين تذمرهم من تعطيل معاملاتهم لدى إدارة الضمان الاجتماعي، التي استنفرت طاقاتها وموظفيها لتسليم الشيكات، إذ يحكي عبدالله الغامدي قصة معاناته: «لدي معاملة أريد إنجازها وأتردد على المكتب منذ ثلاثة أيام، ولكن بسبب الزحام الشديد وانشغال الموظفين بصرف الشيكات فقد طلب مني على هذا الأساس أن أعود في يوم آخر، وهذا حال جميع المراجعين الآخرين». أحد موظفي الضمان يعلق: «نحن نعيش ضغطا غير طبيعي منذ أسبوع، وحددت أيام للنساء وأخرى للرجال، ويوم لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الإعانات التي مقدارها ثمانية آلاف ريال، مخصصة لكل مستفيد من الضمان، شرط أن يكون لديه تقديم طلب مسبق»، مشيرا إلى أن هذه الدفعة تصرف لمقدمي الطلب منذ شهر 11 1430ه، أما فيما يخص المعاملات الأخرى «فلا نستطيع النظر فيها حتى ننتهي من صرف الشيكات، وعلى الآخرين تقدير ضغط العمل الذي نعانيه». من جهة أخرى، قالت طفلة العصيمي «60 عاما» وهي أم لست بنات: «أنا هنا منذ الصباح الباكر، والآن نحن في منتصف اليوم ولم أتسلم الشيك الخاص بي رغم تسلمي لرقم معاملتي، وأعاني متاعب صحية، إلا أن الموظف يطلب مني بعد أن تسلموا أوراقي هنا أن أصعد إلى الطابق الثاني لإكمال بعض الإجراءات من القسم النسائي، وبعد ذلك أعود مرة أخرى إلى قسم الرجال في الدور الأرضي، في رحلة شاقة ومرهقة للوصول إلى الإعانة التي اعتمدتها الدولة لي ولغيري». وأضافت أن كل ما ترجوه هو أن يكون هناك تنسيق ومراعاة لكبيرات السن أمثالها وأصحاب الظروف الخاصة. ولم يكن وضع خلود محمد أفضل حالا من «طفلة العصيمي»، إذ تقول: «أنا أسكن في قرية تبعد عن جدة 150 كيلومترا، ما اضطرني إلى استئجار سيارة للوصول إلى هنا أنا وأطفالي الخمسة، فليس لي من أتركهم عنده بقريتي، وقد افترش أطفالي الأرض من شدة تعبهم وإعيائهم وانتظارهم الطويل، حتى أنهي إجراءات تسلم الشيك الذي نحن في أشد الحاجة إليه أنا وأطفالي الخمسة». وبمجرد معرفة السيدة موضي المطيري أن الصحافة تمر من جوارها، انهالت بشكواها ومطالبتها بوضع آلية عمل منسقة لصرف الإعانات. تقول موضي: «أنا مطلقة وأم لسبعة أبناء، أكبرهم في ال 12 من عمره، ووالدهم ممتنع عن الإنفاق عليهم، وكان هذا شرطه حتى يتركهم في حضانتي، وقد وافقت على هذا الشرط الثقيل، في سبيل حضانة أطفالي، وتمكنت وبفضل من الله من التسجيل في الضمان، وقد سمعت من الأخريات أن هناك تقديما لمن تريد الإعانة منذ شهر 11 العام الماضي، وتم قبول طلبي وأنا الآن أراجعهم لكي أحصل على إعانتي التي ستحل الكثير من مشكلاتي المالية»، مطالبة المسؤولين بمساعدة المستحقين في تسلم شيكاتهم بطريقة سهلة وميسرة تخفف عنهم عبء ومشقة الطريق، عن طريق إيداعها المباشر في حساباتهم البنكية