في السابق عندما كان أحدنا يصاب بنزلة معوية أو بالإنفلونزا ويذهب لأحد المراكز الصحية، كان يعرف جميع أنواع المضادات الحيوية والمسكنات وأدوية السعال وغيرها من الأدوية الشائعة. ولكن الآن تغيرت مفاهيم الرعاية الطبية بعد دخول التأمين الطبي داخل مجتمعنا السعودي. وفي الواقع، نظام التأمين الصحي له منافعه الكثيرة، إذ أسهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية وقلت ساعات الانتظار ومواعيد الأشهر أصبحت أقرب. وعلى الرغم من أن الأسعار أقرتها لهم وزارة الصحة، فإن تكاليف العلاج في المستشفيات والمراكز الخاصة في الغالب تكون باهظة الثمن، ففاتورة العلاج دوما مرتفعة، والوصفة تحتوي العديد من المضادات الحيوية والمسكنات إلى جانب أصناف أخرى من المقويات وغيرها. أليس من الخطأ تناول المريض للعديد من المواد والتركيبات الطبية في آن واحد؟ أم أن المضادات والمسكنات لم تعد كافية الآن ويجب الاستعانة بعامل مساعد للمريض؟. كل تلك الأسئلة وغيرها بحاجة إلى إجابة واضحة وصريحة فهل وصل الاستثمار إلى صحتنا وأصبحت صحتنا سببا لتحقيق المزيد من المبيعات وصرف المزيد من الوصفات والتركيبات الطبية؟ وقد يقول قائل إنه ما من ضرر سيلحق بالمريض من جراء تناول هذه العقاقير، فالجميع لديه الوعي الكافي لكثرة الأوقات التي نقضيها داخل المستشفيات، ولكننا نعلم ماهية المضادات والمسكنات ولا نعلم ما أهمية بعض الإضافات التي تتفاوت من طبيب إلى آخر ولكل منهم قناعة خاصة بالشركة التي يتعامل معها والتي يدرج اسم منتجاتها بكل وصفة طبية. صحتنا أمانة بين أيديهم ويجب عدم التساهل في أي عقاقير تؤثر مستقبلا في المريض. ففي يوم ذهبت مع صديق مصاب بالتهاب في الشعب الهوائية، وحين توجهنا لصرف وصفة العلاج كانت تحتوي ستة أنواع مختلفة، فهل هو بحاجة ماسة إلى كل هذا الكم الهائل من العلاج؟!