بدأت تداعيات إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من قبل الرئيس باراك أوباما في التكشف في ظل استعداد الجمهوريين للطعن مرة أخرى في خطط الإدارة للبدء في سحب القوات الأمريكية من أفغانستان العام المقبل. وكانت إجراءات التدقيق في تعيين الجنرال ديفيد بترايوس ليحل محل ماكريستال في منصب قائد القوات الأمريكية وقوات حلف الأطلسي بأفغانستان «الناتو» التي باشرتها لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، فرصة مناسبة لتسجيل المظالم وانتقاد استراتيجية الإدارة الأمريكية في أفغانستان التي تبدو كأنها لا تحقق الأهداف المرسومة لها. وينتظر أن يتركز الاهتمام على تعهد أوباما ببدء تقليص الالتزام العسكري الأمريكي في يوليو من العام المقبل، إلى جانب قراره العام الماضي بإقرار الزيادة الحالية في عدد الجنود. وبدأت الهجمات بقيادة المرشح الرئاسي السابق السناتور الجمهوري جون ماكين الذي أخذ زمام المبادرة، وقال: «من المفهوم تماما لماذا اتخذ الرئيس هذا القرار بناء على العلاقة التي تربط بين المؤسستين المدنية والعسكرية والتي تعود إلى زمن طويل»، مضيفا فيما يتعلق بتحديد موعد للانسحاب: «لا يمكن أن تخبر أعداءك بموعد رحيلك ثم تتوقع انتصار الاستراتيجية التي تتبناها.. إن هذا مبدأ أساسي في الحروب». ومع أن الحرب في أفغانستان بدأت تخرج من دائرة النقاش العام في واشنطن بسبب طغيان أخبار التسرب النفطي في خليج المكسيك ودور شركة «بي بي» في ذلك، فإن أزمة إقالة ماكريستال أعادت الحرب الأفغانية إلى دائرة الضوء في وقت غير مواتٍ للرئيس أوباما في ظل انخفاض شعبيته داخل أمريكا. وفي هذا الإطار، تقول قناة إن بي سي وول ستريت جورنال: إن شعبية أوباما انخفضت إلى 45 %، وهي أدنى شعبية في رئاسة أوباما حتى الآن. وما قاله بترايوس أمام أعضاء الكونجرس يهدد مكانة البيت الأبيض: «علينا أن نكون حذرين للغاية»، مضيفا أن موعد يوليو 2011 لسحب القوات يعتمد على «الظروف المواتية». وهناك أيضا مؤشرات على أن الحلفاء قد يستخدمون كارثة الزعامة الأمريكية للمطالبة باستراتيجية أوسع.