بمجرد أن يرن جرس الانتهاء من الاختبارات، تتقاذف أيادي الطلاب والطالبات الكتاب المدرسي، وكأنه أشبه بالهم أو العار الذي اضطرت الأيادي إلى حمله على مدى عام كامل. والغريب أن الكتاب الذي يكلف الدولة ملايين الريالات يصبح سنويا في عداد الأموات مع آخر امتحان يخوضه الطلاب، الأمر الذي يشكل ظاهرة سلبية للأسف يحرص عليها الطلاب من عام لآخر. وفيما تتزاحم الكتب في الممرات وأمام الأبواب وفي الساحات، يرفع الطلاب المبرر الوحيد، أنهم أنهوا الاختبارات وكفى. تمزيق الكتب ولا ينتظر طالب السادس الابتدائي محمد العمري، الانتهاء من الاختبار لإلقاء الكتاب، بل يفعل ذلك قبل دخوله للامتحان: «جرس البداية يعني الانتهاء من هذا الكتاب، ورميه من أيدينا، خاصة أنني لست من هواة البحث عن الإجابات الصحيحة من الخاطئة بعد نهاية الاختبارات». ويجد طالب في الصف الأول المتوسط بدر العمر أن من المستحيل العودة للكتاب بعد الاختبارات: « الانتهاء فرصة للتخلص من الكتاب، وبصراحة وجود الكتب حولي يسبب لي اكتئابا، ودائما يجعل في حنجرتي خنقة». كرة قدم ويعترف طالب الصف الثالث الثانوي محمد حسن أن الكتاب المدرسي بات مثل كرة القدم في الشوارع بعد الاختبارت، بعيدا عما تحويه من معلومات قيمة، أو حتى آيات قرآنية وأحاديث شريفة: «الطالب لا ينظر لهذا الأمر كله، والمهم إلقاء الكتاب من يديه، وعدم العودة إليه مجددا». عادة لا تتغير ويرى طالب الصف الأول الثانوي مؤيد محمد أنه من الصعب التخلص من عادة رمي الكتب الدراسية التي اعتاد عليها منذ أعوام الدراسة الأولى: «لن يستطيع أي طالب تغيير طبعه، والقليل منا يترك الكتب على الأرض، فيما يميل الآخرون إلى تمزيقها إربا، علامة على الانتصار عليها، دون الانتظار لحين ظهور نتيجة الاختبار على الأقل». مجموعة حماية لكن على النقيض من ذلك الاتجاه عكف طالب الصف الثاني المتوسط إبراهيم أحمد علي، ومجموعة من زملائه على تشكيل فرقة لتكريم هذه الكتب: «نتأخر في الخروج من المدرسة، لجمع الكتب الملقاة على الأرض، ونضعها في كراتين مخصصة لذلك». نصيحة للمهملين ويواصل طالب الثالث الثانوي أيمن الخير نصيحته لمن يمزقون الكتب الدراسية: «أتجه لهم مباشرة وأقول لهم: إن هذا حرام، ليس هذا مكانها. وأتلقى السب والقذف من بعضهم، وأحيانا يتطور الأمر لمشاجرة لا تحمد عقباها، لكننا صامدون على موقفنا». إعادة الكتب من جانب آخر دعا وكيل مدرسة يحيى بن معين الابتدائية بالرياض علي بن عبدالله الحضان، الطلاب إلى المحافظة على الكتب المدرسية، وعدم رميها بعد الانتهاء من الاختبارات.