بالالتزام تبنى الدول وتبنى قواعد النجاح دوما، والالتزام يعد أولى محطات الوصول للقمة، فتلك الدول بنت مجدا عظيما وحضارات عريقة بالتزامهم، والالتزام يبدأ بشكل شخصي باحترام الشخص لكل القواعد في الحياة اليومية ابتداء بعمله والتزامه بكافة القوانين في دولته لترى المحصلة شعبا واعيا يسير بدولته للمقدمة، فالشعوب هي الأساس والالتزام الفردي يبني دولة بأكملها. والإسلام شمل منظومة التزام شاملة، فكان الالتزام بالتشريعات الإسلامية والعمل والجد والمثابرة والرحمة والإخلاص والتعاون والإحسان ولم ينس ديننا حتى أبسط الأمور كالبسمة والرياضة والصحة والمأكل والمشرب، فمنظومتنا شاملة ولكن عندما تسير بأحد شوارعنا سوف تعلم بالتأكيد مدى التزامنا الفعلي ومدى إيماننا بمنظومتنا المتكاملة وسترى أيضا أولئك الذين يعيشون في فوضى عارمة، ومن هو بوجه عبوس، ومن لا يحترم حتى إشارة المرور والبعض جعل الطرق داخل المدن لسباقات «السرعة والموت» فيسير بأقصى سرعة ممكنة ليصل إلى خط النهاية. الالتزام هو نقطة البداية لا أريد المقارنة بيننا وبين الآخرين لأننا سنصاب بحالة من الإحباط عندما نرى ما وصلنا إليه والآخرون من حولنا أصبحوا من الدول المنتجة، ونحن ما زلنا نستمر في مسلسل الاستهلاك المهلك، متى سننقل من دائرة الاستهلاك إلى دائرة التصدير والتصنيع. يشكو الكثيرون من زيادة المخالفات المرورية كأبسط مثال والبعض تراكمت عليه المخالفات المرورية وتجده كثير الشكوى وأنه لا يملك مبلغ سداد المخالفات الذي يعادل في بعض الأحيان أضعاف دخله الشهري، ولو التزم بأنظمة المرور فلن يحصل على هذا الكم الهائل من المخالفات المرورية، وتتعدد نماذج الاستهتار وقلة الوعي وعدم الالتزام، فعندما تقف في إشارة المرور سوف ترى التداخلات العمودية والأفقية التي تربك الحركة المرورية، وتتعدد النماذج في حياتنا والتي يراها الجميع ويمارسها البعض، والتي تعد في بعض الدول جريمة يعاقب القانون بشدة صارمة مع مرتكبيها.