الرياض. محمد العمر في قمة من طراز خاص يلتقي المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم بنظيره الألماني في الدور ثمن النهائي بمنافسات كأس العالم اليوم، في لقاء جعل أجهزة الأمن بجنوب إفريقيا تستنفر لاحتواء الجماهير نظرا إلى ما اشتهرت به مباريات المنتخبين «العدوين» منذ 44 عاما، وفي مواجهة أخرى لا تقل أهمية يلعب المنتخب الأرجنتيني والمكسيكي، ويرغب المدرب دييجو مارادونا في مواصلة إسكات منتقديه وذلك بإيصال أبناء «التانجو» إلى الدور ربع النهائي. يأمل المنتخب الإنجليزي في وضع حد لتفوق نظيره الألماني عليه في غالبية المناسبات الكبرى التي جمعتهما، وكان آخرها في كأس العالم 1990 بعدما أخرج رفاق المدرب فرانس بيكنباور حينها الإنجليز بركلات الترجيج في الدور نصف النهائي، وبنفس الطريقة والمرحلة أيضا فازت ألمانيا على إنجلترا بكأس أمم أوروبا 1996. وكان أول ما قام به مدرب المنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو تدريب لاعبيه على ركلات الترجيح، لعدم الوقوع في نفس الخطأ الذي تم الوقوع فيه مسبقا، لدرجة أنه سمى أسماء اللاعبين الذين سيسددون أول خمس ركلات ترجيح في حال وصلت المباراة إلى تلك المرحلة، وهم: فرانك لامبارد وستيفن جيرارد وستيف ميلنر وجاريث باري وجيرمن ديفو. ولم يقدم المنتخب الإنجليزي المستوى المأمول منه في دور المجموعات وتأهل بشق الأنفس من مجموعته، حيث تعادل في اللقاء الأول مع أمريكا بهدف لهدف، قبل أن يتعادل سلبا مع الجزائر، ويحقق الفوز في آخر لقاءاته على سلوفينيا بهدف دون مقابل. ومن المتوقع أن يبدأ المنتخب الملقب ب«الأسود الثلاثة» المباراة بالخطة التقليدية 4/4/2، بوضع جون تيري إلى جانب ليدلي كينج وآشلي كول وجلين جونسون في خط الدفاع، وجاريث باري وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وستيف ميلنر بالوسط، وأمامهم جيرمن ديفو وواين روني في خط المقدمة. وينتظر الإنجليز أن يرد واين روني على الانتقادات التي وجهت له بسبب مستواه الباهت في اللقاءات الثلاثة الماضية، إضافة إلى توظيف كابيللو للثنائي لامبارد وجيرارد بالطريقة المثلى، بينما وصلت درجة الثقة بخط الدفاع أقصى درجاته بسبب ما قدمه جون تيري من أداء لافت في اللقاءات الثلاثة الماضية. وعلى الجهة الأخرى، تخلى المنتخب الألماني عن أحد الأمور التي كانت تعد من أهم تقاليده بالاعتماد على عناصر الخبرة، خصوصا أنه كان يدخل غالبية البطولات وهو يملك أكبر متوسط أعمار، إلا أنه في المونديال الحالي يعتمد على مجموعة من المواهب الشابة التي يبلغ متوسط أعمارها 24 عاما فقط. وبخلاف اللاعبين يعد المدير الفني يواخيم لوف واحدا من أصغر مدربي البطولة «39 عاما» وعمل في كأس العالم 2006 مساعدا لكلينسمان قبل أن يتم تنصيبه مدربا للمنتخب الألماني الأول في أول تجربة تدريبية بالنسبة إليه. وتضم تشكيلة المنتخب الألماني عددا كبيرا من المجنسين يأتي في مقدمتهم صانع الألعاب التركي مسعود أوزيل، والتونسي سامي خضيرة، والبرازيلي كاكاو، والبولندي الأصل لوكاس بودلسكي وجميعهم يعدون من الركائز الأساسية. ويعتمد المنتخب الألماني على القوة البدنية للاعبيه، إضافة إلى الروح العالية التي يدخلون فيها المباريات، ولا يزال ينتظر جاهزية لاعب الوسط باستيان شفايشتايجر الذي خرج مصابا بعد اللقاء الأخير أمام غانا. الأرجنتين × المكسيك في نسخة طبق الأصل من لقائهما في مونديال 2006، يلتقي المنتخبان الأرجنتيني والمكسيكي مجددا في دور ال16، بذكريات الهدف المميز الذي أحرزه ماكسي روريجز وعد الأفضل في المونديال الماضي، إضافة إلى هدف زميله هيرنان كريسبو الذي كان كافيا بأن يقصي المكسيك من البطولة منذ تلك المرحلة. وكان المنتخب الأرجنتيني صاحب الأداء الأفضل في دور المجموعات بعدما جمع النقاط التسع من مبارياته الثلاث، ليمحو الانتقادات التي وجهت له قبل بداية البطولة بسبب مستواه المتواضع في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للبطولة. ويعتمد أبناء «التانجو» على الجماعية في الأداء وهو ما يتضح عند مشاهدة الأهداف السبعة التي سجلوها في الدور الأول، حيث وصل المدافعان جابرييل هاينز ومارتن ديميكيليس للشباك في مناسبة واحدة لكل منهما، في حين لا يزال ليونيل ميسي صائما عن التسجيل، إضافة إلى اللعب بأكبر عدد من المهاجمين وهو ما أكده مارادونا في مناسبة سابقة: «نعتمد على الهجوم بأكبر قدر ممكن من اللاعبين لاختراق دفاعات الخصم». وينتظر أن يبدأ المنتخب الأرجنتيني المباراة بالطريقة التي اعتادها بخطة 4/3/3، بقيادة ليونيل ميسي وجونزالو هيجواين وكارلس تيفيز في خط المقدمة، ومن خلفهم خوان فيرون وخافيير ماسكيرانو وجوتيريز، ورباعي الدفاع، جابرييل هاينزا ومارتن ديميكيلس وبورديسو وكولتشيني. وفي المقابل، كانت شخصية اللاعب المكسيكي سببا بارزا في ظهور المنتخب بصورة رائعة خلال مشواره في البطولة، حيث تتحلى عناصره بالثقة وتؤمن بقدرتها في الفوز على أقوى منتخبات البطولة، وهو ما يصعب من مهمة الخصوم في الفوز عليه .