الطائف.عبدالكريم الذيابي لم تفلح كل المعالجات الوقائية التي استخدمها سكان شارع الخزان بحي الوشحاء في السيطرة على التدفقات المنهمرة لمياه الصرف الصحي من بيارات الحي المهم، وحماية السكان، وزوار الحي من الوقوع في مآذقها، فلا تزال حفر الصرف الصحي وبركها تصطاد السيارات والمارة، حتى مع استخدام العلامات التحذيرية والإرشادية عند مداخل ومخارج الحي، كما تحولت إلى بؤر لتجمع القوارض والحشرات والروائح الكريهة التي تثير رئات المرضى. معاناة السكان الكبيرة قوبلت بالتجاهل من قبل أمانة الطائف ومصلحة المياه، كما يقول السكان، فكل جهة ترمي المسؤولية على الجهة الأخرى، فظلت المشكلة تراوح مكانها أعواما بعد أن توقفت الجهة المنفذة لمشروع تمديدات شبكة مياه الصرف الصحي في كامل الحي عن العمل، وهو أمر يخشى معه السكان أن تتحول المنطقة إلى بيئة صالحة لظهور حمى الضنك، بعد أن بدأت بعض الورش في عمل بيارات خاصة بها بصورة مخالفة للنظام. وقال سعيد الزهراني «من سكان الحي»: إن بيارات الشارع التي غالبا ما يحفرها أصحاب الورش بصورة عشوائية لورشهم تهدد الشارع بالطفح المستمر وابتلاع الأطفال والمارة، خاصة الزائرين للمنطقة للمرة الأولى: «قمنا بوضع علامات تحذيرية عبارة عن إطارات مستعملة وحاويات نظافة، حتى تدل المارة إلى مواضع الطفح، إلا أن زيادة منسوب المياه يطمس في كثير من الأحيان تلك العلامات، فلم يكن هناك بد من الاستعانة بمرشدين من العمال أو المتطوعين لإرشاد الزوار، لا سيما في إجازات الصيف التي تشهد كثافة من قبل المصطافين». وأضاف عبدالله الشهري أن حي الوشحاء يعد من الأحياء الجميلة في محافظة الطائف، ويحرص غالبية الزوار على استئجار وحداتهم السكنية فيه خلال موسم الصيف، لكن شوارعه شهدت في الآونة الأخيرة تدهورا كبيرا فكثرت فيها مياه المجاري والبيارات المكشوفة، وهو ما أدى إلى نزوح السكان عن الحي وابتعاد الزوار عن السكن فيه. أما عبدالله السيحان فأشار إلى أنهم تقدموا بشكوى عاجلة إلى الأمانة لمعالجة المشكلة، وتوصيل البيارات بشبكة الصرف الصحي، فردت بأن الأمر لا يعنيها، وعليهم التقدم إلى الجهة المسؤولة وهي مصلحة المياه، لكن الأخيرة ردت بأن الأمر من اختصاص الأمانة. وحتى هذه اللحظة لا ندري من المسؤول حنى نخاطبه مرة أخرى. مشيرا إلى أنهم يجتهدون حاليا للتقليل من آثار تلك البيارات وطفوحاتها. وأضاف فواز العتيبي أن أصحاب الورش ضايقوهم كثيرا، ففي كل مرة يفاجؤون بهناجر جاهزة في الحي تضم ورشا أو بناشر، على الرغم من أن التعليمات تنص على إبعاد الورش عن الأحياء مسافة عدة كيلو مترات، موضحا أن أصحاب تلك الورش يتوسعون تدريجيا ويقومون بعمل دورات مياه، وعمل تمديدات منها إلى بيارات حفروها في الشوارع.