مع تزايد الغضب في بريطانيا حيال الهجوم الذي تعرضت له شركة «بريتش بتروليوم BP» بسبب بقعة النفط المتسعة في خليج المكسيك، التي عجزت الشركة عن معالجتها طوال الأسابيع الأخيرة، أثار البعض التساؤل حول هوية «بريتش بتروليوم» الحقيقية، مشككين في جدوى «الغضب» البريطاني. وعند تدقيق النظر في طبيعية الشركة، يظهر بأن هويتها تبدلت مع الوقت، ولم تعد تحمل الصبغة القومية أو الوطنية التي يمكن أن تتسبب بإثارة حفيظة لندن، رغم قسوة انتقادات الإدارة الأمريكية لها. وتأسست الشركة في أول الأمر للتنقيب عن النفط في إيران، ومن ثم في ليبيا، وذلك عام 1909، وحملت اسم «شركة النفط الإنجليزية الفارسية». وفي عام 1954، حملت الشركة اسم «بريتش بتروليوم» واستمر اسمها الرسمي على هذا النحو حتى عام 1998. وعانت في العقد السابع من القرن الماضي من ضربات قوية، من جراء فقدانها أسواق عملها الأساسية في ذلك الوقت، مع تأميم الثروة النفطية في إيران وليبيا. ورغم أن الحكومة البريطانية لديها حصص في الشركة المدرجة بسوق لندن للأوراق المالية، إلا أن شعار«BP» لم يكن سوى جزء من محفظة الأعمال، إذ إنها تقوم أيضا ببيع الوقود للمستهلكين في بريطانيا، وتنفذ عمليات تنقيب في سواحل أسكتلندا وصولا إلى القطب الشمالي. وفي عام 1978، تحولت الشركة إلى أمريكية الطابع، بعدما استحوذت على حصة الأغلبية في شركة «ستاندرد أويل أوف أوهايو المعروفة باسم SOHIO»، ومن ثم اندمجت مع شركة «أموكو AMOCO» التي كانت مملوكة لجون روكفلر، واشترت «شركة ريتشفيلد الأطلسي ARCO». وحملت الشركة اسم «BP AMOCO» حتى عام 2000، إلى أن جرى اتخاذ القرار باختصار الاسم رسميا إلى «BP». ومع كل هذه التبدلات في أصل الشركة، فإن العودة للتذكير بهويتها البريطانية هو هراء، ولا يزيد على التذكير مثلا بأن شركة «BAE للطيران» تحمل بالأساس اسم بريطانيا. وكانت «BP» نفسها أعلنت بأن الأحرف التي تستخدمها في اسمها الرسمي يعني «Better People أي ناس أفضل» و«Better Products أي منتجات أفضل». وأخيرا يمكن للشركة، إذا رغبت في اختيار اسم يعبر بالفعل عن جنسيتها أن تلجأ إلى «BAPSCAP أو Anglo Persia Standard Castrol Atlantic Petroleum» لتضم الهويات المرتبطة بها كافة.