في نهاية هذا العام ستدشن « سار » أطول قطار في العالم بطول يصل إلى ثلاثة كيلومترات، وذلك بتشغيل خط نقل المعادن والبضائع، الذي يربط مناطق التعدين في الشمال والشمال الشرقي من المملكة، بميناء رأس الزور على الخليج العربي، بطول يصل إلى 1486 كيلومترا. وتوازي حمولة القطار الواحد حمولة 600 شاحنة، وستقوم شركة سار بتشغيل القطارات لنقل معدن الفوسفات من حزم الجلاميد ومعدن البوكسايت من الزبيرة حتى مناطق التصنيع في رأس الزور على الخليج العربي. مرحلة جديدة وأوضح نائب الرئيس التنفيذي في «سار» الدكتور رميح بن محمد الرميح أن المشروع بعد عام 2013 سيدخل مرحلة جديدة، حيث ستقوم الشركة بتشغيل خط الركاب الذي يربط مدينة الرياضبالحدود الشمالية للمملكة، ما يمكن المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة من الانتقال عبر الخطوط الحديدية حتى القارة الأوروبية. وأكد الرميح أن الخطط، التي تعمل على ضوئها شركة «سار» ، تشير إلى أن في نهاية عام 2013 ستكون الشركة أنهت عناصر المشروع جميعها، وسيتم تشغيل المشروع الضخم بالكامل. وبين أن الشركة في الفترة الجارية تعمل على ربط مدينة الجبيل الصناعية بالخط الحديدي، الذي يمتد من ميناء رأس الزور على الخليج العربي «80 كيلومترا شمال الجبيل»، وحتى منفذ الحديثة على الحدود السعودية الأردنية، وستقوم بنقل المنتجات الصناعية والبتروكيماويات من الجبيل عبر الأردن وسورية وتركيا، ثم إلى أوروبا. مليون راكب سنويا وسيتم ربط المشروع بالخط الحديدي القائم، الذي يربط الدمامبالرياض عبر الأحساء، وذلك في محطة الرياض، في حين تشير التوقعات إلى أن الخط سينقل أكثر من مليون راكب سنويا بين المناطق التي يمر بها الخط حتى الحدود الشمالية للبلاد، كما سيكون أحد الخيارات التي تنافس وسائل النقل الأخرى للسفر لخارج البلاد عبر البوابة الشمالية. وتخطط الشركة، بحسب الرميح، لتشغيل خط قطارات ركاب بسرعة تصل إلى 200 كيلو متر في الساعة. وكشف عن تعاون بين السعودية والأردن لتهيئة الربط بين الدولتين في المنطقة الحدودية. وكان المشروع انطلق بناء على التوجيهات السامية الكريمة وقرار مجلس الوزراء رقم 56 بتاريخ 04/03/1424، الذي يحدد الركائز الأساسية لاستغلال المعادن والثروات الوافرة في منطقة شمال ووسط المملكة؛ من الفوسفات والبوكسايت، وبعد ذلك بثلاثة أعوام تقريبا قام صندوق الاستثمارات العامة بإنشاء الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» لتتولى المهام المتعلقة بتنفيذ وتشغيل مشروع الخطوط الحديدية. أهداف الشركة ووضعت الشركة لنفسها هدفا واضحا وهو تلبية متطلبات السوق من خلال توفير أفضل خدمات السكك الحديدية المتاحة التي تشمل نقل الركاب والبضائع والمعادن وخدمات النقل بين الدول المجاورة. وما تسجله كتب التاريخ الاقتصادي فإن السكك الحديدية أدت دورا محوريا في حركة النهضة الاقتصادية والاجتماعية. مكونات المشروع ويتكون المشروع الذي تنفذه « سار » من خطين رئيسيين، يبدأ الأول منهما من الرياض ويمتد ناحية الشمال الغربي إلى الحديثة بالقرب من الحدود الأردنية، في حين يمتد الخط الثاني من نقطة المنتصف تقريبا من خط الرياض – الحديثة إلى نقطة يطلق عليها اسم «ملتقى الزبيرة» شمالا، مرورا بمناطق ترسب البوكسايت في الزبيرة، وصولا إلى منشآت المعالجة والتصدير الجاري إنشاؤها في رأس الزور على ساحل الخليج العربي. وسيتم في إطار المشروع نفسه بناء العديد من الخطوط الفرعية كجزء من المشروع، حيث سيتم تكريس أحد الفروع من الخط الرئيسي الذي يمتد من الرياض إلى الحديثة لخدمة مناجم الفوسفات في منطقة الجلاميد في شمال غرب البلاد، كما سيتم تكريس فرع آخر لخدمة منطقة البسيطا الزراعية في الشمال الغربي. كما سيتم تكريس خط فرعي يبدأ من الخط الرئيسي الممتد بين منطقة الزبيرة إلى رأس الزور لخدمة مناجم البوكسايت في منطقة الزبيرة، بالإضافة إلى خط فرعي آخر لخدمة مدينة الجبيل الصناعية المطلة على الخليج العربي. ويسهل هذا المشروع عملية الربط المتوقعة بين المملكة وكل من الأردن وسورية من جهة ودول مجلس التعاون الخليجي من الجهة الثانية. كما يساهم بشكل واضح في تنفيذ استراتيجية التنمية التي تتبناها المملكة وتتضمن ربط مناطق توافر المواد الخام بميناء الجبيل على الخليج العربي.