لا يوجد ممن يهتم بالشعر الشعبي لا يعرف خلف السلطاني، لكونه صاحب اليد الطولى في مجال مواقع الشعر على الإنترنت، فهو صاحب موقع شظايا أشهر موقع أدبي على الإنترنت، وهو صاحب فكرة وكالة أنباء شعرية، أطلقها وتحمس لها حتى أصبحت وكالة أنباء فريدة من نوعها، استطاعت أن تجذب عشرات الآلاف من المهتمين والمتابعين، لا ينافسه أحد في مجاله سواه، ومع هذا التطور التكنولوجي الهائل أصبح خلف السلطاني رقما صعبا في مجال الإعلام الإلكتروني العربي ليس على مستوى الشعر الشعبي فحسب بل على مستوى الأدب العربي، المفاجأة أنه أطلق أخيرا مشروعه الجديد المتمثل بوكالة أنباء أدبية باللغة الإنجليزية، يملك الكثير من الأسرار الإعلامية والشعرية التي حاولنا معه في هذا الحوار أن نسبر أغوارها. أطلقت أخيرا النسخة الإنجليزية من «وكالة أنباء الشعر» وهي خطوة شاقة هل تتوقع لها النجاح؟ بداية لا أحبذ تسميتها ب«نسخة» لأنها مشروع مؤسسة إخبارية خاصة بالثقافة العربية سوف يكون لها كيانها الخاص، فهي ليست نسخة وإنما موقع مستقل بكل شيء «أخبار / موظفين / مراسلين / برامج.. إلخ» أو هكذا سوف تكون إن شاء الله بعد اكتمال المشروع، وإجابة عن سؤالك فعندما توسعنا من الساحة الشعبية للثقافة العربية عامة طرح علي سؤال مشابه، من حيث قدرتنا على التعامل مع الساحة الثقافية العربية كاملة من خلال الوكالة، ولله الحمد أثبتت الوكالة نجاحها في هذا المضمار وبتفوق، وقياسا على ذلك لدينا آمال كبيرة في نجاح النسخة الإنجليزية مع وجود بعض الصعوبات بالتأكيد، ولكن الأمر يحتاج منا إلى خطط استراتيجية ومثابرة إن شاء الله سوف نجني ثمارها على المدى البعيد. ما المادة التي ستقدمها هذه النسخة؟ في الوقت الراهن نعتمد على الأخبار المترجمة من الوكالة العربية، بالإضافة إلى الأخبار الإنجليزية التي تصلنا بالمراسلة، وكذلك بعض الأخبار المنقولة من مصادر أخرى، ونسبة 30 % من الأخبار تكون حصرية للوكالة الإنجليزية ، على أن يتم رفع هذه النسبة مع مرور الوقت. هل يوجد فيها ترجمة للقارئ العربي؟ الوكالة الإنجليزية وجدت لتخاطب المتحدثين باللغة الإنجليزية فقط، ولكن إن كان ثمة بعض المواضيع المهمة التي تنفرد بها الوكالة الإنجليزية فسوف يتم ترجمتها ونشرها في الوكالة العربية. هل هناك نية لإطلاق نسخ بلغات مختلفة كالفرنسية مثلا؟ الوكالة الإنجليزية لم تكن مجرد ترف أو استعراض للعضلات، ولكنها وجدت بعد أن لمسنا اهتماما عالميا بالشعر العربي وأخبار الثقافة العربية، وعلى ضوء هذه الدراسات التي قمنا بها تم إطلاق الوكالة الإنجليزية، فإن كان هناك حاجة حقيقية وجمهور متابع بلغات أخرى فسوف يتم إن شاء الله إطلاق الوكالة بلغات مختلفة. خلف الشاعر، لماذا تكره الأضواء وتهرب من الشهرة ؟ العمل المحترف يتطلب ذلك، فشخصنة الإنجازات وربطها بأسماء معينة إعلاميا سوف يقتلها في لحظة ضعف بشري، لذلك لا تجد لي وجودا في شظايا ولا في الوكالة إلا للأمور التي يحتم علي واجبي وعملي الظهور فيها. ثم إن الفرح ببعض الإنجازات والاحتفاء بها يلهيك عن الاستمرار في مشوار العمل الجاد. العمل المحترف يحتاج إلى صمت وهدوء بعيدا عن صخب الأضواء والشهرة. حضورك الشعري قليل حد الندرة هل لانشغالك بالعمل الإعلامي دور في ذلك؟ لم أحرص على الظهور كشاعر واشغالي في وظيفتي ودراستي والعمل الإعلامي زاد من قلة كتاباتي. ثم أنا ضد نشر أي عمل أدبي ما لم يكن يستحق النشر والمنافسة، وإن كان هناك شك في ذلك فليكن حبيس الأدراج أفضل فهو لن يضيف لصاحبه أي شيء. ديوان صوتي، ديوان مقروء، موقع إلكتروني، أمور يتطلع لها أي شاعر.. لماذا لم يفكر فيها خلف السلطاني؟ كما ذكرت أنا لا أحرص ولا أريد ولا أرغب في أن أظهر شاعرا، ليس لشيء ولكن لأنني موقن أنني لن أظهر بالشكل الذي يرضي غروري، فهناك شعراء كثر في الساحة والوقوف معهم سوف يجعلك في صفوف متأخرة ربما لا تعجبك، تركيزي فقط أن أظهر إعلاميا متخصصا في النشر الإلكتروني، وهو مجال دراستي في الجامعة ورسالتي في الماجستير وإن شاء الله في الدكتوراه مستقبلا وهو ميدان أعرف جيدا أين سيكون مكاني فيه عندما أقف. بالمناسبة لدي موقع إلكتروني متواضع جمعت فيه بعض كتاباتي. غامض، ذكي، ديكتاتوري، صفات يطلقها عليك بعض المقربين منك، هل تراها منصفة أم ظالمة لك؟ لايهم رأيي ورأيهم.. في المحصلة النهائية الإنجازات وحدها التي تتحدث. في منتدى شظايا تتهم بانتهاجك المركزية واتخاذ القرارات دون التشاور مع المشرفين.. هل هذا صحيح؟ هناك قرارات إدارية «يجب» أن تكون مركزية، ولكن أجد أن %95 من القرارات تتخذ دون الرجوع لخلف السلطاني. أنا لا أتدخل حتى في اختيار المشرفين للعلم فقط. تطلب إدارة المنتدى من «الأنثى» الاتصال للتأكد من هويتها.. هل يجد هذا القرار قبولا من الراغبات في الانتساب للمنتدى على الرغم من حساسيته؟ نعم الأغلبية ليس لديهم مشكلة في ذلك، ولكن المشكلة بالنسبة إلينا أن بعض الأخوات يعتقدن أن مجرد تأكد الإدارة من كونها أنثى فهذا يعني قبول تسجيلها في المنتدى، وهذا أمر غير صحيح، فالاتصال الهاتفي هو أحد شروط التسجيل في شظايا ولكن الأهم من ذلك هو أن تكون هذه الأنثى إضافة حقيقية للمنتدى ولديها ما يؤهلها للحصول على العضوية. هل تعتقد أن الإنترنت سحب البساط من المطبوعات الورقية؟ تشير الدراسات التي أجريت أخيرا في أمريكا وأوروبا إلى أن الإنترنت فعل ذلك بالتأكيد، وأصبح الإعلام الورقي في صراع شديد من أجل البقاء، وكذلك الدراسات المحلية في الدول الخليجية، فلقد حصل اجتماع سري بين رؤساء تحرير صحف إحدى الدول الخليجية لمناقشة تأثير الإنترنت في توزيع الصحف، وكذلك الحال بالنسبة إلى المجلات، فهي حاليا شبه اختفت خصوصا مجلات الشعر الشعبي، فهناك مجلات كانت توزع قرابة 50 ألف نسخة شهريا، وفي الوقت الجاري لا يزيد عدد توزيعها على ثلاثة آلاف نسخة فقط. وتفاقم المشكلة سوف يزداد قريبا عندما تنتشر أجهزة الآي فون والبلاك بيري وغيرها من الهواتف الذكية التي سوف تجعلك تقرأ وتشاهد في أي وقت وفي أي مكان. ما الأمر الذي تسعى لتحقيقه في «شظايا»؟ الأهداف تتغير أحيانا، فالسن والتفكير والمعطيات في تغير مستمر، لذلك لا توجد إجابة نموذجية لهذا السؤال، وطرحه بهذه الطريقة يصيبني بالرعب، لأن أهداف الإنسان أحيانا تتجاوز عمره. كل ما أتمناه باختصار أن يفيد «شظايا» جميع المثقفين العرب ولا تضرني. وماذا بعد «شظايا»؟ دوت كم! .