ربما هناك مئات الملايين من البشر يستطيعون مشاهدة مباريات كأس العالم، ولكن هناك بالتأكيد ملايين من البشر ليس لديهم جهاز تليفزيون فضلا عن قيمة الاشتراك للحصول على المشاهدة. بطولة كأس العالم ربما هي من أهم فعاليات التسلية والترويح للبشر في كل مكان، وهنا يجب أن نعرف أن الكثير من البشر ليس باستطاعتهم الحصول على هذه التسلية لأنها مكلفة، ولأنهم لم يحصلوا بالتأكيد على حاجاتهم الأساسية. سيكون رغيف الخبز لأحدهم أفضل بكثير من تليفزيون واشتراك في باقة رياضية تنقل كأس العالم. عندما نجلس قبالة شاشاتنا لمشاهدة المباراة محتضنين ما نحبه من طعام وشراب لإضفاء المتعة على جلستنا، علينا أن نتذكر أن هناك الكثير من البشر لو قدر لهم أن يجلسوا معنا فلن تكون أعينهم منصبة على التليفزيون مثلنا، بل على ما نحمله من طعام وشراب. ملايين من البشر تبيت ليلتها جائعة، وملايين أخرى تبيت ليلتها حزينة على فوات تسلية يمتلكها باقي البشر. عندما تشاهد أطفالك وهم يستمتعون بمشاهدة فريقهم المفضل، تذكر أن هناك ملايين الأطفال ينقلون الحجر كي يستطيعوا الحصول على قطعة خبز في نهاية اليوم. حتى تسلية البشر أصبحت للبعض دون الآخر. يا للبشر.. لم يستطيعوا منح بعضهم حتى التسلية، فمن يدفع سيحصل عليها فقط. ألا يكفي أننا نأكل وهم جياع، ونشرب وهم عطشى، ونلبس وهم يحاولون ملء فراغات أجسادهم النحيلة كي نحرمهم في النهاية حتى المتعة والتسلية؟ لنستمتع بمشاهدة مباريات كأس العالم ولنتابع فريقنا المفضل ولنقفز فرحا عندما يسجل لاعبنا هدفا، ولكن يجب أن نعي دائما أن هناك في مكان ما ربما يكون قريبا جدا منك وفي نفس التوقيت، بشرا مثلنا يقفزون جوعا ويقفزون عطشا، ويقفزون لمحاولة مشاهدة بعض ما تشاهده.