اشتعلت أسعار تذاكر مونديال جنوب إفريقيا رغم الاعتدال النسبي في أجواء المونديال، وهو الأمر الذي أدى إلى انتعاش السوق السوداء لبيع التذاكر، خصوصا في المباريات التي تجمع منتخبات كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين وإنجلترا، فاضطر بعض الجماهير من أصحاب الدخل المحدود إلى هجر الملاعب والتفكير في طريقة أخرى يمكنهم من خلالها الاستمتاع بمتابعة المباريات وسط أجواء مقاربة لما يدور داخل الملعب. وفي ظل حالة الفقر الشديدة التي يعيش فيها أغلبية الشعب الجنوب إفريقي، اكتشف بعضهم طرقا حديثة لجذب المشجعين، من خلال وضع شاشات عملاقة في بعض الشوارع وتأمين عدد كبير من المقاعد، بالإضافة إلى خدمة مميزة للحضور مقابل سعر رمزي لا يتخطى خمسة دولارات. ولاقت تلك الفكرة التي بدأت أولا في جوهانسبرج قبولا لافتا، لتنتشر بعدها في بقية المدن التي تحتضن مباريات المونديال، حيث يقدم المتكفلون بتلك الفكرة المشروبات الغازية بالإضافة إلى وجبات خفيفة، وشعارات خاصة بالمنتخب الذي ينتمي إليه الزبون، دون تغيير في سعر الخدمة. ولوحظ في لقاءات كأس العالم تراجع مستوى الحضور الجماهيري من مباراة إلى أخرى، مع العلم بأن كافة الملاعب لم تمتلئ بكامل سعتها في أي من اللقاءات، حيث كان أقل عدد للأماكن الشاغرة «3940» بما في ذلك مباراة الافتتاح التي جمعت منتخب البلد المستضيف مع نظيره المكسيكي. وقررت اللجنة المنظمة للبطولة حجز مقاعد خاصة لرجال الأمن ليتم احتسابها من ضمن الحاضرين، بدلا من إبقاء بعض الأمكان الشاغرة لدواعٍ أمنية، كما في غالبية بطولات كأس العالم السابقة. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» باع ما يقارب 70 ألف تذكرة من خلال الموقع الإلكتروني، وهو الأمر الذي مكن الأفراد الراغبين في المتاجرة في التذاكر من شراء أكبر عدد ممكن منها، والتحكم في الأسعار حتى وصلت قيمة التذكرة الواحدة لمقاعد الدرجة الثانية 300 دولار «1125 ريالا تقريبا» وهو مبلغ مبالغ فيه بالنسبة إلى شعب يضطر يوميا إلى القيام بأكثر من 100 حالة سطو بسبب معاناته من الفقر، مع العلم أن سعرها الحقيقي «160 دولارا». ولن يكون باستطاعة «فيفا» وضع حل مناسب لتلك المعضلة التي تهدد بصورة كبيرة جنوب إفريقيا، حيث إن معدل أرباح البطولة يعتمد بشكل كبير على الحضور الجماهيري للمباريات، خصوصا أن 15 % من التذاكر وزعت على محال البيع المرخص لها من قبل الاتحاد الدولي، بينما لا يزال أصحاب السوق السوداء يحتفظون بعدد هائل من التذاكر التي يرغبون في الحصول على أكبر معدل ربحي منها. وبخلاف ذلك، لعبت آلة «الفوفوزيلا» دورا في عدم حضور المشجعين إلى الملاعب، بسبب صوتها المزعج، وامتعاض عدد كبير من الحاضرين لجنوب إفريقيا واللاعبين منها، مؤكدين أنها تفقدهم التركيز ومساوئها أكثر من منافعها، ورغم ذلك لا يزال «فيفا» مصرا على رأيه بعدم منعها؛ لأنها جزء من ثقافة الشعب الجنوب إفريقي .